الروهينغا المسلمة.. شعب يسقط من حسابات دعاة الإنسانية وحقوق الإنسان!!

Loading

بقلم / سماح رضا

لقد كانت صورة نشرتها وسائل الاعلام العالمية منذ شهور, صادمة لجميع المسلمين الذين يملكون ضميرا,ولكن من لا يملكون الضمير ولا القلب لا يتحركون من ساكنهم البغيض ,وهو لطفل رضيع من ميانمار يبلغ من العمر 16 شهرا عثرا عليه ميتا وملقى على وجهه فى الطين, بعد محاولة هروب عائلية من ميانمار,و حرق الأطفال والنساء وقتلهم,و كأنه يقول للعالم لا أحب أن أشاهدكم لتخاذلكم وصمتكم على الابادة الجماعية لنا .

و لاسيما أن صورة الطفل “محمد” المؤلمة تعيد لنا فى الأذهان من جديد صورة الطفل السورى “ايلان” الذى لقى حتفه مع أمه أيضا قبالة السواحل التركية فى عام 2015 خلال محاولتهم العبور من الموت الى الموت !!
ومما لا شك فيه أنه مشهد متكرر للطفلان الى أوروبا فى أعماق البحار, وفى ذلك الحين أعتبرنا هذا المشهد مؤلم جدا , ولكن بعد مشاهدة الأحداث البشعة هذه الأيام من حرق وعنف جسدى واغتصاب وموت لهم اكتشفنا أنها أكثر ألما.

ومن المؤسف أن مسلموا الروهينغيا فى ميانمار تتعرض للأضطهاد و العنصرية و الابتزاز و الاغتصاب للنساء, و القتل لكونهم مسلمين ,و تعتبرهم الحكومة مهاجرين بنغال بينما يعتبرهم الكثير من المراقبين الدولين هم من ولاية ” راخين ” .

ويقول مسلمى مينامار : نريد العالم أن يعرف ,ولا ينبغى امهال حكومة ميانمار المزيد من الوقت ,وان استغرقتم الوقت لفعل شىء سيقتلون جميع أبناء الروهينغا!.

جدير بالذكر طالب منذ عدة أيام 23ناشط حاصلون على جائزة نوبل ,فى رسالة منظمة الأمم المتحدة انهاء الأزمة الانسانية التى يعانى منها مسلموا ميانمار .

وكان مضمون الرسالة أنهم حذروا من واقع مأساة انسانية و تطهير عرقى , وأين علماء المسلمون فى بقاع الأرض , ولماذا لا يتحدثون عن هذه المأساة البشعة و المنظمات و الجمعيات الاسلامية المسؤولة عن المسلمين فى العالم العربى و العالمى , فلماذا هذا الصمت ؟؟

ولاسيما سوف يتحدث الاعلام فى كل بقاع الأرض عن بشاعة ودموية العنصرية الدينية والطائفية بحق مسلموا الروهينغيا,ولن نسكت على هذه المذابح التى تنفذ فى حق الانسانية,وذلك أضعف الايمان,وسوف يشكون الله فى الدنيا والأخرة,على هذا التخاذل من قبل الشعوب المسلمة.

وقد لجأ حوالي 90 ألفا من الروهينغا إلى بنغلادش في الأيام العشرة الأخيرة في حين ينتظر نحو عشرين ألفا آخرين العبور بعد اشتداد المعارك بين متمردين والقوات العسكرية البورمية في ولاية راخين غرب البلاد التي تشهد صراعا داميا.
وتحولت ولاية راخين الفقيرة التي تقع عند الحدود مع بنجلادش إلى بؤرة للاضطرابات الطائفية بين مسلمين وبوذيين على مدى سنوات، مع اضطرار أقلية الروهينغا للعيش في ظل قيود تطال حرية التحرك والجنسية أشبه بنظام الفصل العنصري.

ومما لا شك فيه ليست هذه البلدة الوحيدة التى تعانى من العنصرية ضد الاسلام فأكثر الدول الأوروبية تمارس الاضطهاد والتمييز و العنصرية ضد الاسلام وترأسهم العنصرية الصهيونية الاسرائيلية ,و لكن لهم أسبابهم وهى ” داعش ” من يتاجرون بالاسلام هم الذين أساؤ للدين الاسلامى .

وقد شهدت جنوب أفريقيا فى غضون أسابيع قليلة تدنيس مسجدين حيث تعمد مجهولون الى ترك قطعة من رأس خنزير وأثار دم فى المسجدين فى ممارسات وصفتها السلطات بأنها من قبيل ” كراهية الاسلام “, وندد حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى الحاكم بالحادثين ودعا الى الدفاع عن ثقافة التعايش فى البلاد ,علما أن جنوب أفريقيا تضم 1.5% من المسلمين.

و فى السياق ذاته من عجائب هذا الزمن البابا فرانسيس يندد و يتحدث عن قتل الأطفال و المسلمون واغتصاب المسلمات وعن العنصرية الدينية البشعة فى الروهينغا ,وأكثر المسلمون الذين يملكون القرار يشاهدون دون تعليق!!!

والسؤال هنا هل مات الضمير فى بعض نفوس المسلمين الذين يملكون القرار بانشغالهم بمشاكلهم الشخصية فى بلادهم ومحاربتهم للأعداء و الجماعات الاسلامية المتطرفة و الارهابية , فى ظل التوتر العربى والعالمى والقلاقل السياسية؟؟

فيجب علينا أن نصحح هذا المفهوم المغلوط لديهم ,و ذلك لن يكون الا بالتحدث اليهم وعقد المؤتمرات فى كل هذه الدول التى يوجد فيها قلاقل وفوبية اسلامية , حتى نعرفهم من جديد على الدين الاسلامى الذى ينادى بالسلام والأمان و المحبة لجميع الأديان…

عن نسمة معيط

شاهد أيضاً

برعايه وزاره التضامن .. أضاحي العيد توزّع بعدل ورحمة.. الهلال الأحمر يصل بكرم العطاء لـ 20 ألف أسرة

متابعه – ندا حامد في مشهد يعكس قيم الإنسانية والتكافل المجتمعي، وبدعم مباشر من وزارة …