نبض مصر الحرة نبض الشارع لحظة بلحظة
كتبت/نورهان المنزلاوي
تعرضت مسرحية «الحلال» فى الوقت الراهن لهجوم غير عادى من قبل مدير مسرح الطليعة، وذلك لضعف إيرادات العرض على الرغم من أن هناك عروضا أخرى بالمسرح إيراداتها أقل بكثير من «الحلال» ومستمرة بالعرض بدون هجوم، وتصبح المصلحة الشخصية وراء هذه المؤامرة كما اتهمه البعض.
وتناقش «الحلال» قضية الفكر الإرهابى للجماعات التكفيرية ومحاربة التطرف والفكر الداعشى وخلط المفاهيم بسبب الجهل الدينى عند البعض، ويتناول العرض أفكار الإرهاب والتأويلات الخاطئة التى أصبحت تسود مجتمعنا وأسبابها، وهدفنا من هذا العرض توصيل هذه القضية عن طريق الفن الراقى الذى يوصل المعانى والمفاهيم بطريقة مبسطة للجمهور.
«الحلال»، من تأليف أشرف حسنى، بطولة مجدى رشوان، محمد صلاح، نهى العدل، رحمة، حسن نوح، موسيقى وإخراج محمد إبراهيم.
فى هذا السياق، قال المخرج محمد إبراهيم، إن مسرحية «الحلال» تعتبر العمل ١٨ لى فى مسرح الدولة، ولكونها تمس جانبا مهما جدًا وهو الدين فكان هناك إرهاق كبير بالنسبة للفريق من خلال جلسات عمل يومية وقراءات تثقيفية للمحافظة على الخط الرفيع الذى يفصل بين الدين والإرهاب، وبالتالى لا نترك مجالا للنقد من أحدهم، أما بالإضافة التى أضافتها لى مسرحية «الحلال» فهى رد الفعل الإيجابى المحفز من الجمهور ووسائل الإعلام بعد مشاهدة العرض، وذلك لأنه العمل الوحيد فى الوطن العربى الذى يناقش الفكر الداعشى.
وأكد زكى سالم، مدير الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة أن «الحلال» بمثابة مجلس أعلى للثقافة لما تحمله من أهمية وعمل تشارك فيه مجموعة من الفنانين أصحاب الفن النظيف، وحضورى العرض أكد ما قاله لى الجميع أن العرض عمل رائع تميز بالاستقلالية، وبعيد كل البعد عن المصالح الشخصية، وروح الفريق والمشاركة فى توصيل الهدف المرجو كان سر نجاحه على الصعيد المحلى.
وتابع سالم: فشل المجلس الأعلى للثقافة هو فشل للمنظومة الثقافية بأكملها، لا أبالغ ولكن المجلس أصبح كيانا ليس له قيمة، ولكنه على العكس من ذلك بات يلحق الضرر بالمجتمع وهويته الثقافية والفنية، لذلك أنا أول من سيقف ضد قرار وقف عرض «الحلال» بشكل شخصى حتى وإن تسبب ذلك فى إلحاقى بأضرار شخصية.
واتهم مخرج العرض، مدير مسرح الطليعة بأنه هو المسئول عن وقف مسيرة هذا العمل الهادف -على حد قوله- أن ضعف الإيرادات كان السبب الرئيسى لوقف العرض والذى بمقتضاه أصبح حربا على الأعمال الناجحة، مشيراً إلى أن وزير الثقافة الدكتور حلمى النمنم أوصى بضرورة أن تُعرض هذه المسرحية فى كل مسارح الجمهورية حتى يتصحح المفهوم لدى الجميع، فكيف مدير مسرح يعارض قرار وزير، الأمر يترك مساحة كبيرة للتساؤلات.
وأضاف مخرج العرض: الضرر يلحق فريق العمل لوقف العرض لحين صدور قرار من البيت الفنى لمجلس الدولة والبحث فى شأن هذا الأمر، ونحن كفريق عمل للمسرحية لن نستسلم ونتوجه بشكوى لوزير الثقافة لوقف هذه المهزلة.
ومن جهته قال الفنان مجدى رشوان بطل مسرحية «الحلال»، إن هذه المسرحية هى أهم عمل قمت به فى مشوارى الفنى فسر، فنجاح أى فنان يبدأ من المسرح لأنه هو الأساس، بعد كل النجاح الذى حققه عرض «الحلال» على مستوى الجمهورية تأتى مجموعة من الجهلاء لتدمير كل ما هو ناجح وذلك لأغراض ومصالح شخصية الكل يعلمها جيداً، فليس من الطبيعى بعد سته أشهر من العمل الشاق والبروفات لحين الخروج بهذا العرض الناجح يأتى مدير المسرح لمجرد أنه رأى أن النجاح الذى حققته «الحلال» لم يعد ينسب له، مشيراً إلى أن مدير الطليعة قال إن ضعف الإيرادات هو السبب فكيف ذلك وهذا العمل عمل تثقيفى غرضه توصيل رسالة وهوية للجمهور، وعلى الرغم من أن هناك عروضا أخرى فى الطليعة إيراداتها أضعف بكثير من «الحلال» إلا أن ضعف الإيرادات ليس هو السبب على الإطلاق.
وأكد رشوان فى تصريحاته لـ«البوابة» أن «الحلال» تتعرض لهجوم ليس طبيعيا ومؤامرات تتوجب على كل مسئول أن ينظر بشأنه، وأنه من الغباء أن ننظر للقضية بصفة شخصية لأنها قضية وطن ليس إلا.
واتفق الفنان محمد صلاح بطل «الحلال» مع ما قاله زملاؤه، وأضاف أن هذا العمل يعتبر أهم عم أثر فى شخصيتى روحانيا، وما حدث بشأن وقف العرض هو مأساة بمعنى الكلمة، الدولة أصبحت هى المهاجم الأول لأعمالها فماذا ننتظر من شعب يهاجم نفسه بنفسه، ولا شك أن الأسلوب التعجيزى الذى يتخذه متخذو القرار لوقف ومحاربة كل ما هو ناجح هو السبب الرئيسى فى حالة الفشل الفنى المدقع التى تمر بها الساحة الإعلامية من نقص الهوية الفنية المقدمة للجمهور.
