كتبت // سماح رضا
تيران وصنافير هما جزيرتان سعوديتان احتلتهما إسرائيل خلال حرب يونيو حزيران 1967. وتشرف عليهما حاليا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978.
تبلغ مساحة «صنافير» 33 كيلومترا مربعا ومساحة «تيران» 80 كيلومترا مربعا، ولهاتين الجزيرتين موقع استراتيجي بالنسبة إلى «إسرائيل» لكونهما تحرسان منفذها الوحيد إلى البحر.
وتعني السيطرة العسكرية عليهما شلّ حركة السفن الإسرائيلية عبر ميناء إيلات وخليج العقبة كلياً، إذ إنهما تقعان في بوابة مضيق تيران وهو ممرّ مائي عرضه 4,5 كلم بين شبه جزيرة سيناء وشبه جزيرة العرب، ويفصلان خليج العقبة عن البحر الأحمر. وحالياً تقيم إسرائيل فيهما محطة كبيرة للإنذار.
وهناك مضيقان، أوسعهما بين مدينة شرم الشيخ بسيناء وجزيرة تيران وفيه ممران أعمقهما وأوسعهما هو ممر «إنتربرايز» إلى الغرب عمقه 950 قدماً وممر «جرافتون» الثري بالشعاب المرجانية وعمقه 240 قدماً ، والمضيق الآخر بين جزيرة «صنافير» وجزيرة العرب ضحل عمقه 54 قدماً وممرّه ضيّق.
ونظرا إلى موقعهما الاستراتيجي المهم، قامت مصر في خمسينيات القرن الماضي باستئجار جزيرتي تيران وصنافير من السعودية، لتصبح مياه مدخل الخليج مصرية فيحق لها السيطرة البحرية عليها، وبمجرّد أنّ اكتسبت هذا «الحق القانوني»، قامت بقفل الخليج في وجه الملاحة الإسرائيلية، كما فرضت التفتيش البحري على كافة السفن التي تطلب المرور في المضيق، فاكتسبت منطقة شرم الشيخ تبعاً لذلك أهمية سياسية وعسكرية كبيرة.
إلا أن مصر خسرتهما في حرب يونيو 1967 كما خسرت صحراء سيناء التي استعادتها بعد حرب أكتوبر 1973.
وتقول وثائق أميركية كشف عنها إنّ الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز طلب الانسحاب من تيران سراً، وتعهد بأن تظلّ تيران منزوعة السلاح، وأن لا يمنع الإسرائيليون من حرية المرور من خلال هذه المضائق.
وتذكر الوثائق أنّ ردّ الإسرائيليين على عرض فيصل كان سلبياً، وقد جاء الردّ على لسان إسحاق رابين حين كان سفيرا لإسرائيل في الولايات المتحدة، والذي قال إن ثلاثة من رجال حركة فتح الفلسطينية مسلحين برشاشات بإمكانهم إغلاق المضائق، وهي حساسة جداً بالنسبة إلى إسرائيل.
وذكر رابين بأنه سيجري ترتيبات بالنسبة إلى هذه القضية ضمن اتفاق أكبر بين إسرائيل والسعودية.
وفي شهر نيسان 1968 قدم الملك فيصل شكوى إلى الولايات المتحدة بأنّ جزيرة «صنافير» قد تكون هي الأخرى معرّضة للاحتلال من قبل إسرائيل، وعندما تحققت الولايات المتحدة من ذلك وجدت أنها محتلة منذ حرب حزيران 1967 أيّ منذ عشرة أشهر من دون أن يعلم الملك فيصل والحكومة السعودية بذلك.