واللافت في هذا المعرض أن بعض تلك السيارات ما زال يعمل حتى يومنا هذا، وبعضها الآخر هرمت فاستكانت إلى الوقوف في مكانها، لكنها لم تفقد قيمتها التاريخية واحتفظت في ثنايا شيخوختها على الكثير من السحر والقدرة على إثارة الفضول.

سيارة الرئيس الأسبق جعفر النميري طراز “نيسان بريزيدنت”، هي الأحدث ضمن المجموعة المشاركة في أول هذا المعرض.

أما أعرقها على الإطلاق، فمركبة الحاكم الإنجليزي ونجت باشا، التي صنعت في مطلع القرن العشرين.

فالمعرض قدم نماذج لسيارات تعود إلى العام 1905 وحتى عام 1960 من كافة الموديلات وهى بحالة جيدة، تحدث في مجملها عن عراقة علاقة السودانيين بهذه الأنواع من السيارات التي كانت نادرة في ذلك الزمان.

رغم رداءة الطرق التي تقلل من عمر السيارات، إلا أن البعض منها ما زال صامدا وذلك بفضل عناية مالكيها، فبعضها صمدت 58 عاما قضتها في الخدمة.

ففي هذا العرض الذي يشحن الذاكرة بملامح من ماض سوادني عريق، لعبت فيه هذه السيارات ومالكوها دورا في كتابة سطور من الذاكرة الجماعية السودانية، تبدو للممتلكات العريقة كهذه السيارات الطاعنة في السن دور في إخبار عن تاريخ بعض الشعوب والإسهام في أرشفة أحداثها.