نبض مصر الحرة نبض الشارع لحظة بلحظة
تونس
تماضر عيساوي
الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي:
*تاسيس للتجديد ونبض الحياة في شريان المسرح العربي*
تتويج مسرحية صولو المغربية بجائزة احسن عمل مسرحي عربي
بعد اسبوع من العروض المسرحية العربية المتنوعة وما رافقها من ندوات فكرية و ورشات اسدل الستار بالمسرح البلدي بالعاصمة التونسية على الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي التي كانت بامتياز فرصة لمزيد التقارب وتبادل الخبرات و التعرف على مستجدات الفن الرابع ومختلف التجارب العربية للاستلهام منها والعمل على بلورة مدارس عربية مبدعة ومجددة
حفل الاختتام أمضاه المخرج التونس القدير توفيق الجبالي بعمله المسرحي ثلاثون انا حاير فيك و هي مسرحية قدمت قراءة في الاوضاع التونسية و الازمات التي تتخبط فيها باسلوب كوميدي هزلي ساخر
المسرحية تطرقت الى مجمل الاشكالات والارهاصات التي ينوء بها هذا البلد الذي يحارب ليعيش رغم مافيات الفساد ولوبيات التهريب والارهاب والمتاجرة باحلام شباب جعلوه حطبا لمحارق لا ناقة له فيها
ولا جمل.. فاذا هو مجند لحروب لا يفقه مآربها..او مسفر على متن قوارب موت الى وجهات الضياع..
كما نقل الجبالي حالة اليأس والاحباط التي يعيشها التونسي واحساسه بالخذلان من الطبقة السياسية من خلال كوميديا سوداء ومواقف هزلية مرة ..لخصتها احدى الشخصيات بقولها: و الله كان نعرف ان الصبع هذا/الاصبع / باش يتحط في الحبر و ينتخب راني قصيتو
الوضع السياسي كما قدمه الفنان المسرحي الكبير توفيق الجبالي قرأه بامتياز المشهد الذي امتلأ فيه الركح بأكياس الزبالة السوداء زمن الانتخابات البلدية التي يقاطعها الناخبون يأسا من التغيير وقرفا من الساسة والسياسيين ..وهنا يدخل احد المواطنين- وكان أعمىى – ليقوم بواجبه الانتخابي فيجد نفسه وحيدا ..فينفجر متحدثا عن الواقع الملوث الذي تعيشه البلاد بين فوضى السياسة والاحزاب والانتماءات وبين أوساخ الولاءات والفساد في غياب تام للسلطة والحكام المنشغلين بتوزيع الكراسي وتقاسم المناصب دون مراعاة لمصلحة الشعب الكريم ..
ولأم البدايات والنهايات:القدس الشريف نصيب
اثر انتهاء العرض تم تكريم المشاركين في الدورة خلال حفل تخللته وصلات غنائية و لوحات راقصة من التراث الشعبي التونسي ادخل جوا من الفرح و البهجة في الحاضرين الذين تفاعلوا مع الالحان والحركات الراقصة المفعة بالامل و الحبور.
واكد الامين العام للهيئة العربية للمسرح في كلمته بالمناسبة ضرورة الاهتمام بالمسرح وايلائه ما يلزم من عناية باعتباره الشريان النابض في الجسد العربي و الروح التي من خلالها نري حقيقتنا نقرء تاريخنا ونستطلع مستقبلنا ..و لتلمع وسط كل الملامح تلك المدينة التي ارى في عيونك عيونها.. و باسمك اقول يا أم البدايات و النهايات.. على اسمك نصلي.. يا قدس يا ست العواصم..
و من فوق ركح المسرح البلدي من تونس دعت الهيئة العربية كل المسرحيين ان يوحدوا توقيت عروضهم المسرحية و ورشاتهم بتوقيت مدينة القدس
بالنسبة للتتويجات كانت كالآتي:
** افضل تاليف نص مسرحي موجه للطفل كان من نصيب حسن ملني من الجزائر المرتبة الثالثة.. و ياس زويد من العراق المرتبة الثانية.. تلته في المرتبة الاولي صفاء البيلي من مصر عن نصها : كواكب
** افضل تاليف نص مسرحي موجه للكبار كان لخالد خماش من فلسطين عن /حارس احجار الجنوب/ المرتبة الثالثة.. تلاه في المرتبة الثانية المؤلف درويش اسيوطي عن نص/ الاقنعة و الحمال/ و اما المرتبة الاول فكانت من نصيب العراق بنص /النافذة /لمجد حميد .
** و اما بالنسبة للجائزة الكبرى لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لاحسن عمل مسرحي عربي فقد اكد رئيس لجنة التحكيم الممثل و الكاتب المسرحي رفيق محمد علي انه من جملة احد عشر عملا مسرحيا اختارت اللجنة ثلاثة اعمال تميزت بجمالية الصورة و اختلاف المحتوي وثراءه وهي : مسرحية /الشمع/ لجعفر القاسمي من تونس و /ما بقات هدرة/ لمحمد شرشال من الجزائر.. و /صولو/ لمحمد الحر من المغرب..
وقد تم بعد العديد من المشاورات و التدقيق اختيار مسرحية صولو كاحسن عمل مسرحي …..ثم ….ازدلت الستارة
