«العواصف الترابية» تشلّ مدناً عربية

Loading

كتبت::سماح رضا

أصيب عدد من الدول العربية من بينها السودان ومصر وليبيا ودول خليجية بحالة من الفوضى، إثر عاصفة رملية عاتية، أدت إلى تعطيل عدد من المرافق العامة.
وأصيبت العاصمة السودانية الخرطوم بشلل تام، جراء العاصفة القادمة من الصحراء الكبرى بشمال البلاد، أحالتها إلى مدينة من ظلام هي ومناطق أخرى قريبة، وأدت لوقف حركة الطيران في مطار الخرطوم، وذلك منذ وقت مبكر من صبيحة الخميس، وتوقعت سلطات الأرصاد الجوية استمرار العاصفة الترابية، حتى تنجلي الأتربة عن سماء البلاد غداً السبت. وفي مصر ضربت العاصفة مدن الجنوب، أسوان وقنا وأسيوط، وامتدت إلى البحر الأحمر ما أدى إلى إغلاق الطرق الرئيسية. وفي السعودية اضطرت السلطات إلى إغلاق المدارس في حائل.

لكن الضرر الأكبر كان في السودان، حيث أدت العاصفة إلى تضييق مدى الرؤية الأفقية لأمتار قليلة، وإلى اضطرار سائقي السيارات إلى استخدام الإنارة وأضواء الضباب نهاراً، وهي ظاهرة غير معهودة في السودان. كما اضطرت سلطات الطيران المدني السودانية إلى إغلاق مطار الخرطوم الدولي أمام الملاحة الجوية، واختار كثير من المواطنين البقاء في منازلهم، خشية تعرضهم لأخطار صحية تنتج عن استنشاق التراب الكثيف العالق.

وتوقعت الأرصاد في نشرتها اليومية الصادرة أمس، أن تمتد العاصفة الترابية لتشمل أنحاء البلاد كافة، وأن تستمر طوال اليوم لتنقشع بعد غد السبت، وأن تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة التي ارتفعت كثيراً الأيام الماضية.
كما أعلنت إدارة مطار الخرطوم الدولي تعليق الرحلات الجوية، وإغلاقه أمام حركة الطيران، ونقل تصريح لمدير الإعلام بالمطار محمد المهدي نصر عابدون أمس، أن تعليق الرحلات الجوية سيتواصل حتى نهاية العاصفة.
وقال المهدي إن إدارة المطار غيرت حتى منتصف نهار أمس، مسار رحلة شركة «تاركو» للطيران القادمة من القاهرة، ورحلة قادمة من «الكويت» إلى مطار بورتسودان التي تبعد عن الخرطوم نحو 675 كيلومترا، وأجلت رحلتي «فلاي دبي» والخطوط الجوية الإثيوبية، لحين انقشاع العاصفة الترابية، ووفقاً للمهدي لم تقلع طائرة أو تهبط في مطار الخرطوم حتى الثالثة ظهر أمس بتوقيت السودان.

وأرجع المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية السودانية نور البلد فضل الله في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس، سبب العاصفة الرملية إلى المرتفع الجوي في الصحراء الكبرى شمال البلاد الناتج عن ارتفاع مستوى التحرار إلى 46 درجة، بمواجهة منخفض السودان الحار جنوب الصحراء فأثار الغبار والأتربة المفككة بسبب «التحرار».

وتوقع فضل الله زوال الرمال العالق تدريجياً من سماء الخرطوم والبلاد أثناء الليل، ثم ترتفع أثناء النهار بصورة أقل حدة من أمس، إلى أن تزول كلية خلال اليومين القادمين.
وبحسب الباحث محمد أبو الحسن القاسم في بحثه «ظاهرة العواصف الترابية في البيئات القاحلة»، فإن الخرطوم وشمال السودان تتعرضان لأربعة أنواع من العواصف الرملية، التي تصيب المناطق الجافة، وهي شتوية وصيفية وخريفية، وأخرى ناتجة عن فرق الضغط، وأشهرها عاصفة «الهبوب»، وترتفع خلالها ذرات الأتربة إلى الأعلى، متسببة في تقليل مسافة الرؤية الأفقية بأطوال تتفاوت حسب شدتها. وشهدت الخرطوم ومدن سودانية عواصف مماثلة في الأعوام (1974، 1978، 1979، 1980)، بيد أن طبيعة العواصف الرملية تغيرت منذ تلك الأعوام بسبب تدهور الغطاء النباتي، وتفكك التربة، والتغييرات المناخية، ما يجعل من الخرطوم منطقة معرضة لتكرار العواصف الترابية.

عن نسمة معيط

شاهد أيضاً

برعايه وزاره التضامن .. أضاحي العيد توزّع بعدل ورحمة.. الهلال الأحمر يصل بكرم العطاء لـ 20 ألف أسرة

متابعه – ندا حامد في مشهد يعكس قيم الإنسانية والتكافل المجتمعي، وبدعم مباشر من وزارة …