كتبت // سماح رضا
بدء عملية إجلاء 500 شخص من أربع مدن وبلدات محاصرة في سوريا، في وقت يحيط الغموض بمصير مفاوضات السلام غير المباشرة في جنيف التي لم تحرز أي تقدم منذ أسبوع.
وباشرت الأمم المتحدة تنفيذ خطة كانت أعلنتها الأسبوع الماضي لإجلاء 500 شخص من أربع مدن وبلدات تحاصرها قوات النظام السوري أو مقاتلو المعارضة، وهي الزبداني ومضايا في ريف دمشق والفوعة وكفريا في شمال غرب البلاد.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، من نيويورك، أن بين الأشخاص الـ 500 الذين تشملهم العملية أفرادا في عائلات وجرحى ومرضى.
وغادرت حافلة أولى تقل 15 شابا مدنيا وعشرة مسنين، عصرا مدينة الزبداني التي يسيطر عليها المعارضون غرب دمشق.
وأفاد مصدر عسكري إن 225 شخصا آخرين سيتم إجلاؤهم من مدينة مضايا المجاورة التي يسيطر عليها المعارضون.
وحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، خضع أشخاص من الزبداني لفحص طبي لدى خروجهم من المدينة قبل أن يستقلوا حافلة.
وقال مصدر أمني ميداني في شمال غرب سوريا إن حافلة غادرت بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين الواقعتين في محافظة إدلب والمحاصرتين من مقاتلي المعارضة، وهي تقل جرحى وعائلاتهم.
وأضاف دوجاريك “تدعو الأمم المتحدة جميع الأطراف وخصوصا السلطات السورية إلى السماح للقوافل التي تقل تجهيزات طبية بالوصول إلى المناطق المحاصرة”.
وأدخلت الأمم المتحدة دفعات عدة من المساعدات إلى هذه المناطق لا سيما منذ بدء اتفاق وقف الأعمال القتالية في 27 شباط ـ فبراير 2016، وأخرجت عددا محدودا من الأشخاص الذين يعانون من أمراض أو مسنين لكن المساعدات ظلت غير كافية.
وتعاني الزبداني ومضايا خصوصا من نقص كبير في الأدوية والمواد الغذائية تسبب قبل بدء الهدنة بوفيات عدة بسبب الجوع والمرض.
وظغت مسألة الوصول إلى المناطق المحاصرة وإدخال المساعدات إليها على محادثات جنيف وتحولت لأحد الأسباب التي دفعت وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة إلى تعليق مشاركته في المفاوضات غير المباشرة مع النظام برعاية الأمم المتحدة.
وتحتج الهيئة العليا للمفاوضات أيضا على الخروقات لوقف الأعمال القتالية محملة النظام مسؤوليتها.