كرة السرعة وكرة السرعة الدائرية

Loading

عاش المتابعين من الوسط الرياضي حالة من الجدل خلال الأسابيع القليلة الماضية بسبب اللعبة المصرية الأصل والمنشأ والريادة كرة السرعة، وخاصة عقب إقامة الإتحاد الدولي لكرة السرعة الدائرية لبطولة هي الأولي لهذا الإتحاد الوليد، -والذي تم تدشينه منذ عام بالقاهرة- في مدينة الغردقة، بمحافظة البحر الأحمر، بمشاركة 18 فريق في البطولة حضروا إلي مصر بوفود رسمية، ومشاركة 7 دول أخري في الجمعية العمومية التي تم عقدها علي هامش البطولة، وكذلك مشاركة 5 دول عن طريق الأزهر الشريف من الطلبة الدارسين فيه، وتم تكريم المشاركين من دولهم بوفود رسمية، كما تم تكريم الأزهر الشريف للسماح لهم بالمشاركة ولسعيه الحثيث نحو دعم أي شيء مصري.

ليفاجئ الجميع بعدها بما يقرب من أسبوعين ببطولة العالم الـ 33 للإتحاد الدولي لكرة السرعة بمشاركة 3 دول ومنتخب للإتحاد الدولي تحت علم وشعار فيسب (FISB)، ومنتخب للاعبين مصريين ما بين المعتزلين والذين لم يحالفهم الحظ في التأهل والبقاء ضمن التشكيلة الأساسية للفريق المشارك بشكل رسمي وبموافقة ودعم الدولة الممثلة في وزارة الشباب والرياضة، في بطولة العالم للإتحاد الدولي لكرة السرعة الدائرية، وهو الإتحاد الجديد المواز للإتحاد الدولي لكرة السرعة، فيكون هناك إتحادين كلاهما في مصر، إتحاد شارك في بطولته دول من ثلاث قارات تخطوا الـ 20 دولة في الصالة المغطاة بمدينة الغردقة وتحت رعاية وزير الشباب ومحافظ البحر الأحمر وجامعة جنوب الوادي، وإتحاد آخر شارك في بطولته 3 دول ومنتخب للإتحاد نفسه ولاعبين بأسمائهم الشخصية وأقيمت بطولته في صالة أشبه بصالة التدريب الخاصة بالمدارس، ولا علاقة للحكومة الفرنسية به.

والمتابعين يعلمون جيدًا أن الإتحاد الدولي لكرة السرعة، والذي يُدار من غرفة بعيادة خاصة برئيسه -وهو نجل مخترع اللعبة الراحل- في منطقة مصر الجديدة، يحدث لدوله إنكماش وتقلص في الأعداد في كل عام عن العام الذي يسبقه، حتي وصلت لثلاث دول فقط في العام الجاري، وكان حال إضافة دولة جديدة خلال السنوات السابقة، تكون عن طريق لاعبين مصريين مقيمين وحاصلين علي جنسيات فيكون اللاعب هو اللاعب وهو رئيس الإتحاد في آن واحد ودون علم دولهم، وبالتالي لا إستمرارية لهذه الدول ويضيع مجهود الجميع في نشر هذه اللعبة سدي بسبب إصرار الإتحاد الدولي علي هذه السياسية منذ وفاة مؤسسه مخترع اللاعبة المرحوم الراحل حسين لطفي، أبو هذه اللعبة والأب الروحي لكل ممارسيها قبل أبطالها، ناهيك عن عمليات التهريب التي تمت خلال السنوات القليلة الماضية، ففي عام 2015 هرب لاعبي المنتخب الهندي ولم يعودوا لدولهم وظلت الشرطة الفرنسية تبحث عنهم طوال أيام إقامة البطولة في فندق إقامة لاعبي مصر، وفي بطولة العالم للأندية 2017 بتونس، لم يشارك سوي مصر وتونس وسافر اللاعبين دون علم وإذن الإتحاد المصري للعبة في تحد غريب للإتحاد المقيدين فيه وربما كانت زيادة حدة الخلافات بين الإتحاد المصري والدولي منذ هذه البطولة، وفي هذا العام حصل لاعبين من تونس علي تاشيرة لبولندا للمشاركة في بطولة العالم للأندية -والتي شاركت فيها بولندا وحدها ولاعبين معتزلين من مصر- وهربوا إلي أوربا ولم يشاركوا في البطولة من الأساس، وأوقفت الحكومة في تونس المدير الفني والإداري وشطبت اللاعبين، ووقائع مشابهة كثيرة،  ورغم أنه إجراء داخلي سبق وقامت به حكومة الهند ولا علاقة لنا به إلا أنه يؤثر علي معاونة الدول في نشر هذه اللعبة التي يعشقها كل من مارسها كونها لعبة جاذبة فضلًا عن كونها مصرية خالصة، وحال إنتشارها كما نأمل نضمن لمصرنا الغالية ميداليات أولمبية بعد ذلك.

ويري المتابعون والقريبون من اللعبة ويعلمون علم اليقين ومنذ زمن بعيد أن هناك تعنت واضح ضد الإتحاد المصري للعبة من قبل الإتحاد الدولي خاصة أن رئيس الإتحاد السابق وهو رئيس الإتحادين العربي والإفريقي، نجح في جذب عدة دول للإتحادين وهما الشريك الرئيسي والمؤسس في الإتحاد الجديد “كرة السرعة الدائرية”، هربًا وفرًا من نار الإتحاد القديم، بل وسعت الدول بالإتحاد الجديد-كرة السرعة الدائرية- لإنشاء إتحاد جديد للعبة خارج مصر تحت مسمسي إتحاد كرة السرعة الدائرية، مع إضافة منافسات وأساليب لعب جديدة غير متوفرة بل وتم رفضها في الإتحاد الدولي القديم بحجة ان الوالد إخترعها هكذا ولا مجال للتغيير رغم ان التغيير في جميع المجالات وليس الألعاب فقط طالما متاح فهو مطلوب، ونجح الإتحاد المصري والإتحادين العربي والإفريقي في إبقاء هذا الإتحاد داخل مصر حفاظًا علي اللعبة وتراثها ودعمًا لمستقبلها.

 

والأكثر من ذلك هو عدم السماح لمصر في آخر خمس سنوات بحضور الجمعية العمومية للإتحاد الدولي لكرة السرعة، بل ومنع رئيس البعثة البطل العالمي السايق وأمين صندوق الأتحاد السابق ورئيس الإتحاد الأسبق، من دخول صالة بطولة العالم بتونس، حتي بعد سداده لكامل رسوم المشاركة والإقامة بحجة إيقاف الإتحاد المصري من قبل الإتحاد الدولي، وإيقاف رئيس الإتحاد السابق لمدة عام تم تجديدها إلي عام آخر دون حتي أي تحقيق أو أسباب مُقنعة، وكذلك تعنت الإتحاد الدولي ضد الإتحاد المصري وحجبه نتيجة اللاعبين المصريين في بطولات العالم مما يُضيع علي اللاعبين درجات الحافز الرياضي، وكذلك ضعف بعض البطولات من حيث المنافسة والأعداد فحتي حال سماحهم في بعض الأوقات بالنتيجة لصالح بعض اللاعبين بأعينهم لا يتم إعتمادها من وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة، كبطولة عالم لعدم وجود عدد يتخطي الـ 6 دول وهو شرط اساسي للحصول علي الحافز الرياضي لطلبة الثانوية العامة، ناهيك عن عمليات تهريب الأدوات من خارج مصر إلي داخلها خلال عمليات السفر التي تمت خلال السنوات السابقة لصالح اشخاص بعينهم مما يُضيع علي الدولة أموال طائلة من جمارك وضرائب، بل ويضيع علي الإتحاد المصري فرصه لتسويق الأدوات ونشر لعبته وتحقيق دخل يساعده علي الإستمرار في نشر اللعبة داخل مصر.

 

وعقب كتابتي لهذ الموضوع أعلم أنني سأكون قد عرضت نفسي لهجوم ناري عليّ من بعض الأطراف وسيتم إتهامي أنني إنحزت لطرف دون آخر ويعلم الله أنني أول الداعين -ومازلت- أدعي لطاولة المفاوضات بين كل الأطراف جميعها، ولكن هناك إتحاد جديد أراه ساهم ويساهم وسيساهم بشكل جاد وكبير وواسع في نشر اللعبة وذلك عقب تراجع اللعبة للخلف طوال السنوات الماضية، بل ومنذ نشأتها ونحن الآن في أسوا فترات الإتحاد الدولي خلال هذا العقد الأخير، ويعلم الله ثم جميع متابعي هذه اللعبة أن لو كان هناك ضحايا لهذه اللعبة ولصراعاتها فكنت وسأظل أنا أكثرهم تأثرًا -وقد عوضني الله وأحمده حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه- والجميع وقف وقتها يشاهد الصراع بين الجبهتين وصفق للفائز وربط علي كتف المهزوم في صراع لم يكن لمصلحة اللعبة علي الإطلاق ودون النظر لما إقترفه الطرفين من نتيجة لم تؤذي أحدًا غيري.

والنهاية أقولها وأجري علي الله تعنت وإستبداد الإتحاد الدولي طال، ونفذ صبر الإتحاد المصري وغيره من الإتحادات الرسمية الممثلة لدولها فكان القرار التاريخي بإتحاد جديد مواز سارع الإتحاد المصري بالمشاركة فيه كعضو مؤسس وهذا حق له ولجمعيته العمومية، ولا عزاء لأحد فهناك العديد والعديد من الألعاب لها أكثر من إتحاد وإنتشارها أفضل وأوسع وأشمل من كرة السرعة، ربما نصل لمرحلة إلا نسمع السؤال الذي يؤذي الجميع، هي إيه كرة السرعة دي؟ وبتتلعب إزاي؟ ….

كفانا تناحر ما حدث أمر واقع وخناقات ومعارك الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل وشكاوي اللاعبين والإتحاد الدولي القديم لن تُجدي، فالأمر قانوني وأعتقد أنه يصب في مصلحة اللعبة حال تقديم مصلحة اللعبة علي المصلحة الشخصية والإنتماء للعبة وليس للإتحاد الدولي القديم أو الجديد ولا للأندية فقط إجعلوا إنتمائنا للعبة وكفانا تناحر لا جدوي منه وأعلوا مصلحة كرة السرعة فوق كل المصالح.

رحم الله الراحل الغالي مؤسس هذه اللعبة وأدخله فسيح جناته إن شاء الله وألهمنا جميعًا طريق الصواب لجعل لعبة كرة السرعة عالمية قريبًا…

عن حسام فوزي جبر

شاهد أيضاً

وزير التموين ومحافظ البحيرة يتفقدان مشروع سيارات شباب الخريجين لدعم المناطق الأكثر احتياجًا

متابعه – ندا حامد  قام الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتورة جاكلين عازر، …