كتبت //سماح رضا
تحظى أوراق المريمية أو القصعين بتقدير كبير في المطبخ الإيطالي الذي يضيفها إلى أطباق المكرونة. ولطالما كان الأقدمون يردّدون بزهوّ أنّ من لم يزرع في حديقته أو على شرفة نافذة منزله عشبة القصعين، لن يتمّتع بخدمات الطبيب الشافي.
مع طلب الناس المتزايد للطب البديل والأعشاب، عاد الاهتمام بالمريمية لما لها من فوائد صحية إن أُكلت طازجة بإضافتها إلى الطعام أو إن شُربت الماء المنقوعة بها أو إن استُهلكت بذورها المسمّاة ببذور الشيا Chia seeds.
هناك ما لا يقلّ عن 900 فصيلة من القصعين المعروف بالفرنسية Sauge وبالإنكليزية Sage التي تُربّى لجمال زهورها. غير أنّ ما استحوذ على اهتمام الصيادلة وعلماء النباتات العطرية الطبّية كان ثلاثة فصائل فقط. تأتي بمقدّمتها نبتة المريمية المعروفة باللاتينية Salvia officinalis L. التي تحارب الانتفاخات وأوجاع البطن وعسر الهضم نظرا لفاعليتها في التطهير وطرد السموم. هذه الفصيلة بالذات كانت الأحبّ على قلب الرومان الذين كانوا ينظرون إليها على أنّها “النبتة المخلّصة” التي بمنفعتها الهائلة هي على مُسمّاها Salvare. ولذلك كان ملك الشمس، لويس الرابع عشر يشرب صباح كلّ يوم خلاصة غلي أوراقها بسبب مزاياها المعقّمة للأمعاء.
أما الصنف الثاني من المريمية Sauge sclarée أي Salvia Sclarea L. يُستخدم زيتها المركّز لمعالجة آلام الاضطرابات الهرمونية ما قبل الطمث ولتخفيف وتيرة حدوث الهبّات الساخنة المزعجة للمرأة Hot flashes . فيما الصنف الثالث من المريمية الذي أثار فضول العلماء فكان Salvia Divinorum أي قصيعن الكهّان الذي يُستخدم لإثارة الهلوسات أثناء طقوس الشامانية، الديانة القديمة التي تعتبر منطقة جنوب سيبيريا الوطن الأم لها قبل أن تنتشر في مختلف أنحاء العالم في آسيا الوسطى والأميركيتان واليابان والهند.
إن كان المديح الطبّي ينهال على أوراق القصعين فالسبب أنّ لهذه النبتة حسنات مضادة للتعرّق ومنشّطة للذاكرة ومحاربة لأوجاع البطن وعسر الهضم والحموضة ومقلّصة للهبّات الساخنة ولآلام الدورة الشهرية ويقضي الاغتسال بماء نقيعها على قشرة الرأس. أمّا حبوب القصعين أو بذور الشيا فتحتلّ بقيمتها الغذائية المرتبة الأولى على قائمة الحبوب المفيدة للصحّة.