الأديب الموريتانى «مبارك بيروك» يستلهم تراث بلاده الشعبية فى رواياته

فاز الكاتب الموريتانى «مبارك ولد بيروك» مؤخرا بجائزة «أمادو كوروما»، التى يمنحها «المعرض الدولى للكتاب والصحافة» فى جنيف تكريما لذكرى الراحل «أحمادو كوروما» (ولد نوفمبر 1927 وتوفى ديسمبر 2003) فى باريس. وهو كاتب من «ساحل العاج»،
ويعد من أبرز الأصوات الأدبية الناجحة فى القارة السمراء حصل على جائزة «رينودو» الأدبية الفرنسية المرموقة عن روايته «الله لا يجبر أحدا» ويعتبر من أبرز رواد الرواية والمسرح الأفريقى . واختير «بيروك» (59 عاما) لهذه الجائزة الأدبية الدولية القيمة عن روايته «طبل الدموع» «e tambour des larmes » التى صدرت العام الماضى باللغة الفرنسية عن دار النشر التونسية «إيليزاد»، وهى عمله السردى الرابع بعد روايته «ونسيت السماء أن تمطر» عام 2006، و«قصص من الصحراء» 2009، و«شاعر الأمير» 2013. وقيمة جائزة «كروما» خمسة آلاف فرنك سويسري، وتعطى للأعمال السردية والتحليلية التى تتناول شئون القارة السمراء، وتم منحها للرواية التى حاول مؤلفها ان يطرح للنقاش «العلاقة المعقدة بين التراث والمعاصرة»، والتى تتولد عنها أزمات نفسية ومشاكل اجتماعية يصعب أحيانا السيطرة عليها، وتدور أحداثها فى صحراء موريتانيا. ويقدم الكاتب عبرها الصراع الذى يعيشه أبطالها بين التمسك بتقاليد حياة البدو الروحانية، والتطلع إلى احتياجات ومِنَح المستقبل المادية.

حيث نرى الأزمة التى تعيشها بطلتها «ريحانة»، فتاة موريتانية تثور على التقاليد وتعتبرها قيدا منيعا ضد التطور، وتسقط الفتاة «حفيدة الأمير» فى حب مهندس يعمل فى شركة تنشئ الطريق قرب مقر الإمارة، ويكبر العشق بين الفتاة والمهندس، وبعد مغادرة حبيبها المنطقة بعد اكتمال الطريق تكتشف «ريحانة» أنها حامل، ولأن الأمر منكر فى القرية وفى الإمارة، وتتأهب الفتاة «المخدوعة» للتستر على الأمر، وبعد تفكير عميق رأت أن عليها التخلص من الجنين قبل أن ينكشف أمره، واستولت على طبل الإمارة ولاذت بالفرار جنوبا إلى مدينة «أطار»، ومن هناك إلى العاصمة نواكشوط، حيث المتنفس أوسع والحرية أعمق.

وتعلن قبيلتها «أولاد محمود» حالة الاستنفار، وينتشر الرجال والنساء فى الفيافى بحثا عن «الفتاة الهاربة» التى أتت ذنباً عظيماً بسرقة الطبل، ولم يسبقها إلى فعلتها هذه أحد فى الضواحى كلها.

ولد «مبارك بيروك» عام1957 فى بلدة «أطار» شمال موريتانيا، ودرس الحقوق فى المملكة المغربية، وفضل العمل بالصحافة، وأصدر هو وأصدقاءه صحيفة «موريتانيا غدا» «Mauritanie Demain» فى نهاية الثمانينات باللغة الفرنسية، وهى تُعد أول عمل إعلامى مستقل فى موريتانيا، ما منحه لقب «عميد الصحافة المستقلة»، وشغل عدة مناصب مناصب مهمة، آخرها المستشار الثقافى لرئيس الجمهورية. و«مبارك» من أبرز الروائيين الموريتانيين، الذين يكتبون باللغة الفرنسية، واستلهم التراث الشعبى الموريتانى فى رواياته، لذا حازت روايته تقدير أعضاء لجنة تحكيم الجائزة بالإجماع حيث اعتبروها سفيرا أدبياً ينقل الواقع الأفريقى من ضيق الحياة المحلية إلى رحابة العالمية.

عن نجلاء بدر

شاهد أيضاً

وزيرة التضامن الاجتماعي تتابع تداعيات حادث انقلاب أتوبيس المنيا وتوجه بتقديم الدعم العاجل للضحايا وأسرهم

متابعه – ندا حامد  تتابع الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تداعيات حادث انقلاب أتوبيس …