وقد أجمع كثيرٌ من رواد المسرح والمهتمين بالشأن الدرامي عموماً والمسرحي على وجه الخصوص على أن عرض “سهرة مسرحية” المكوَّن من عرضين هما “ابن الرومي في مدن الصفيح” و”اسمع يا عبد السميع” أعاد الجمهور لارتياد المسرح بعد أن هجره طويلاً.
رغم أن العرضين -للمخرج السوداني ماهر حسن والكاتب المغربي عبد الكريم برشيد- باللغة العربية الفصحى فإن ذلك لم يكن حاجزاً أمام استمتاع الجمهور باللحظات الكوميدية.
ويعيد عرض “ابن الرومي في مدن الصفيح” للأذهان تجربة الكاتب السوري المرموق محمد الماغوط في مسرحية “المهرج” التي استلهمت شخصية عربية معروفة مثل عبد الرحمن الداخل وبعثتها من مرقدها لتشهد ما يدور في الزمان العربي الراهن.
أما عرض “اسمع يا عبد السميع” الذي يؤدي الأدوار فيه ممثلان قديران هما أميرة أحمد إدريس وعاطف قطيري، فيدور حول شخصية مخترع غارق في شأن مخترعاته التي زحم بها مساحات بيته الصغير.
لكن مأساة الرجل هو أنه دائما يخترع مخترعات تم اختراعها من قبل. من هنا تنشأ مفارقات درامية كثيرة بينه وبين زوجته التي تريد له أن يعود إلى الواقع ويفكر بصورة عملية لينجز اختراعا لم يكتشف بعد.
من جهةٍ أخرى، أبدى بعض المختصين في الشأن المسرحي قبل بداية العرض، تخوفهم من ضعف أداء الممثل السوداني للأدوار المكتوبة باللغة العربية، ولكن هذه المخاوف زالت مع نهاية العرض، لتكسب بذلك الحركة المسرحية نصاً مسرحياً حياً قادرا على التفاعل مع الجمهور.
ويرى المخرج ماهر حسن أن المشكلة في أداء الأدوار المكتوبة بالعربية الفصحى قد تزول بمزيد من التدريبات المكثفة والتصحيح اللغوي. ويعتقد أن لغة المسرح العربي الحقيقي هى اللغة العربية الفصحى إن كانت جذابة وبسيطة ومرنة وغير معقدة.