مالا نعرفه عن ” زويــــل “

Loading

كتبت \ الشيماء خضيـــر 


يكثر الناس من الحديث عن يوم الثلاثاء وعن كونه يوم طويل بائس ، وأثقل الأيام على قلوبهم ولكن هذا الثلاثاء اختلف وبشدة . 

“الثلاثاء الأسود 2\8\2016 ” تاريخ لن تنساه مصر بل لن تنساه الأمة العربية ، والعالم أجمع .  فى مساءٍ كئيبٍ ليس كآخر  أعلن التلفزيون المصري وفاة العالم المصرى فخر بلاده والعالم أجمع “أحمد حسن زويل ” في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 70 عامًا، و عاني زويل “رحمهُ الله ” من ورم سرطاني في النخاع الشوكي، وكان قد أعلن في وقت سابق أنه تخطى الفترة الحرجة من مرضه: «تعديت الفترة الحرجة من مرضي، وأنا بحالة جيدة الآن.. أنا في نهايات مراحل العلاج والنقاهة.» الى أن إرادة رب الملكوت فوق كل شئ .

وُلد أحمد حسن زويل في 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور، وفي سن 4 سنوات انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسيو التحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيداً بالكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.

سافر إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر. ثم عمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا، بركلي (1974 – 1976). ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) منذ 1976، وهي من أكبر الجامعات العلمية في أمريكا. حصل في 1982 على الجنسية الأمريكية. تدرج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة كالتك إلى أن أصبح أستاذاً رئيسياً لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمي جامعي في أمريكا خلفاً للينوس باولنغ الذي حصل على جائزة نوبل مرتين، الأولى في الكيمياء والثانية في السلام العالمي.

تميز فى المجال الكيميائى وحصل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو حيث قام باختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فمتوثانية وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية، وهو أستاذ الكيمياء وأستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتقنية.

وكان للراحل العديد من الإنجازات والتى سنعمل على ذكر بعضها منها : 

ابتكر الدكتور أحمد زويل نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فمتوثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

نشر أكثر من 350 بحثاً علمياً في المجلات العلمية العالمية المتخصصة مثل مجلة ساينس ومجلة نيتشر

ورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية. وجاء اسمه رقم 9 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة (تضم هذه القائمة ألبرت أينشتاين، وألكسندر جراهام بيل)

وكان اختراعه هذا هو السبيل لحصوله على جائزة نوبل في يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 1999 حصل أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء عن اختراعه لكاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة الفمتوثانية  ودراسته للتفاعلات الكيميائية باستخدامها  ليصبح بذلك أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء، وليدخل العالم كله في زمن جديد لم تكن البشرية تتوقع أن تدركه لتمكنه من مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعل الكيميائي عن طريق تقنية الليزر السريع.

وقد أعربت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم أنه قد تم تكريم د. زويل نتيجة للثورة الهائلة في العلوم الكيميائية من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية واستخدام أشعة الليزر حيث أدت أبحاثه إلى ميلاد ما يسمى بكيمياء الفمتو ثانية واستخدام آلات التصوير الفائقة السرعة لمراقبة التفاعلات الكيميائية بسرعة الفمتوثانية. وقد أكدت الأكاديمية السويدية في حيثيات منحها الجائزة لأحمد زويل أن هذا الاكتشاف قد أحدث ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به، إذ أن الأبحاث التي قام بها تسمح لنا بأن نفهم ونتنبأ بالتفاعلات المهمة.

ونال دكتور أحمد زويل 31 جائزو دولية نظرًا لإنجازاته العظيمة للعلم والعلماء منها :

 

جائزة ماكس بلانك وهي الأولى في ألمانيا

جائزة وولش الأمريكية

جائزة هاريون هاو الأمريكية

جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم

جائزة هوكست الألمانية

انتخب عضواً في أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية

ميدالية أكاديمية العلوم والفنون الهولندية

جائزة الامتياز باسم ليوناردو دا فينشي

حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أوكسفورد والجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة الإسكندرية

جائزة ألكسندر فون همبولدن من ألمانيا الغربية وهي أكبر جائزة علمية هناك

جائزة باك وتيني من نيويورك

جائزة السلطان قابوس في العلوم والفيزياء سنة 1989 سلطنة عمان

جائزة وولف الإسرائيلية في الكيمياء لعام 1993.

وسام بنجامين فرنكلن سنة 1998 على عمله في دراسة التفاعل الكيميائي في زمن متناهي الصغر (فمتوثانية) يسمى كيمياء الفيمتو

جائزة نوبل للكيمياء لإنجازاته في نفس المجال سنة 1999

انتخبته الأكاديمية البابوية، ليصبح عضواً بها ويحصل على وسامها الذهبي سنة 2000

جائزة وزارة الطاقة الأمريكية السنوية في الكيمياء

جائزة كارس من جامعة زيورخ، في الكيمياء والطبيعة، وهي أكبر جائزة علمية سويسرية

انتخب بالإجماع عضواً بالأكاديمية الأمريكية للعلوم

وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس السابق محمد حسني مبارك عام 1995

قلادة النيل العظمى وهي أعلى وسام مصري

في أبريل 2009، أعلن البيت الأبيض عن اختيار د. أحمد زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالماً مرموقاً في عدد من المجالات

قلادة بريستلي، أرفع وسام أمريكي في الكيمياء سنة 2011.

دكتوراة فخرية، من جامعة سيمون فريزار سنة 2014. .[14]

كما أطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين في مصر. وأصدرت هيئة البريد المصري طابعي بريد باسمه وصورته، وتم إطلاق اسمه على صالون الأوبرا.

ميدان أحمد زويل بمدينة دسوق التي عاش بها، سًمي بهذا الاسم بعد حصوله على جائزة نوبل.

ميدان أحمد زويل بمدينة دسوق.

نصب تذكاري لشخصيات مصرية شهيرة، يضم أحمد زويل.

ولم يكتفِ الراحل بالعلم فقط ، لا بل قد قام بكتابة العديد من الكتب التى عملت على إفادة الناس ومنفعتهم 

رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى نوبل

عصر العلم: وقد تم إصداره سنة 2005

الزمن: وقد تم إصداره في سنة 2007

حوار الحضارات: وهو آخر مؤلفات الدكتور زويل المنشورة بالعربية، وذلك في سنة 2007

التصوير الميكروسكوبي الإلكتروني رباعي الأبعاد (بالإنجليزية: 4D Electron Microscopy: Imaging in Space and Time): كتاب بالإنجليزية عن استخدام المجهر الإلكتروني في الدراسة المجهرية للحصول على معلومات رباعية الأبعاد كثيرة مقارنة بالأدوات العلمية الأخرى

علم الأحياء الفيزيائي – من الذرات إلى الطب (بالإنجليزية: Physical Biology: From Atoms to Medicine): كتاب بالإنجليزية عن أحدث الطرق والمفاهيم في السلوك الكيميائي والحيوي

 

وكانت آخر أعمال الراحل هى “مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا:

هو مشروع مبادر لتطوير العلم والتعليم في مصر وسميت باسم العالم المصري أحمد زويل، وهي مؤسسة تتمتع بالاستقلالية التامة ويتم تمويلها عبر التبرعات من الهيئات والأشخاص. تم بناء المشروع في مدينة 6 أكتوبر على مساحة 270 فدان وذلك بعد حصوله على موافقة من رئيس الوزراء عصام شرف.

 مالا نعرفه عن حياة زويل  الخاصة :

بداية حياة العالم الجليل “أحمد زويل”، من حياته مع زوجته الأخيرة “ديمة الفحام”، فبدأت قبل سنوات من لقائه بها، وتحديداً فى صيف عام 1969 عندما حصل وقتها على الموافقة النهائية من وزارة التعليم العالى للسفر للمنحة بأمريكا، وهى القصة التى تحدث عن تفاصيلها فى كتابه “رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى نوبل” والذى تم تلخيصه فيما بعد فى كتاب “عصر العلم”.

لم يكن قرار سفره المفاجئ فى هذا الوقت بالأمر السهل، وقال “زويل” عن هذه الفترة المرتبكة فى حياته، “بعد أن وقع الدكتور “عبد الرحمن الصدر أوراقى، كنت فى حيرة من أمرى هل أسافر بمفردى، أم أتزوج وأسافر مع زوجتى”. ومن هنا بدأ حديثه عن “ميرفت” زوجته الأولى، التى كانت واحدة من طالباته فى السنة الثالثة فى الدروس المعملية والمحاضرات، وقال عنها “زويل”: كانت طالبة وقورة وجادة، أعجبت بمواصفاتها وتقدمت طالباً يدها من والدها، وحضر والدى ووالدتى وخالى وقتها إلى الإسكندرية، واجتمعنا لإتمام الخطبة، وفى الحقيقة “تعجلنا”، بل ركضنا لإتمام الزواج”.

نتيجة هذا الاستعجال كما ذكره “زويل” فى سرده لرحلته لنوبل، لم يشعر به الطرفان سوى بعد عدة سنوات من سفرهما معاً لأمريكا فى أغسطس عام 1969 إلى فلادلفيا، بدأ “زويل” رحلة العمل الشاق التى لم يكن يعرف وقتها أنها ستدفعه دفعاً للحصول على جائزة نوبل كأول مصرى وعربى يحصل على الجائزة فى الكيمياء، شعر هو وزوجته بالاندماج فى المجتمع، واتجهت زوجته “ميرفت” للدراسة، وبالفعل تم إدراج اسمها ضمن طلاب الدراسات العليا فى قسم الكيمياء بجامعة “تمبل” ثم إلى جامعة بنسلفانيا، وكان “زويل” وقتها قد تقدم بطلبات منح أخرى بعد الانتهاء من الدكتوراه، ثم تقدم للعمل فى جامعات أمريكية، ووقع اختياره على جامعة “كالتك” الممتازة، وتسلم العمل بها رسمياً فى مايو 1967، وفى الوقت نفسه بدأت حياته الزوجية تتعرض للتصدعات التى أجهزت على العلاقة بعد عدة سنوات.

طريق مسدود، إلى هذا المصير سارت علاقة “زويل” بزوجته الأولى، فما بين حصولها على الدكتوراه فى بيركلى ووظيفة التدريس فى كلية امبسادور وأعباء وظيفتها الجديدة، وبين مسئوليات الأمومة حيث كانا قد أنجبا طفلتهما الأولى “مها”، وكانا فى انتظار طفلتهما الثانية “أمانى”، ولكنهما على الرغم من انتظارها، قررا الانفصال فى هدوء، وأن يسير كل منهما فى طريقه بعيداً عن الآخر، ويكرس حياته للعلم.

متى التقى “زويل” بحبه الأخير.. “ديمة الفحام” ؟
10 سنوات كاملة قضاها “زويل” فى العمل، والدراسة، كرس حياته كاملة للعلم، ولكنه حين التقى بالسورية “ديمة الفحام” تغير كل شىء.

820163154936032

جزء آخر من كتابه تحدث فيه “زويل” عن قصة حبه بـ”ديمة الفحام” منذ اللقاء الأول الذى كان محض صدفة ذات معنى فى المملكة العربية السعودية، وتحديداً بالرياض، كان والدها هو العالم الجليل الدكتور “شاكر الفحام” رئيس مجمع اللغة العربية بسوريا، وكان وزيراً وسفيراً، ووصفه “زويل” بأنه شخصية شديدة الاحترام، اللقاء جاء أثناء وجود “زويل” بالسعودية لاستلام جائزة الملك فيصل فى العلوم، بينما كان العالم “شاكر الفحام” يتسلم الجائزة نفسها فى مجال الأدب العربى، ثم التقى “ديمة” وتغير كل شىء.

تحدثا عبر الهاتف لفترة، وبعد عودته لأمريكا، وتحديداً فى مايو 1989، قرأ الفاتحة، وتمت الخطبة فى يوليو، وتم الزواج فى سبتمبر من العام نفسه، وأنجب منها أبناؤه “نبيل” وهانى”، بحب وتقدير هكذا كان يذكر “زويل” حبيبته “ديمة”، قال عنها  إنها السر خلف وجوده فى هذه المكانة، قال عنها متلمساً لها الأعذار أمام الجمهور أنها لا تحب أن تظهر فى وسائل الإعلام، ولهذا السبب لا يظهر بصحبتها كثيراً، ولكنها السبب فى إنجازاته، بل لولا وجودها ما كان “أحمد زويل” هو العملاق الذى يعرفه العالم بهذه العبقرية.

 

 

 

 

عن نجلاء بدر

شاهد أيضاً

مصرع عنصرين إجراميين شديدي الخطورة في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بأسيوط .. وضبط كمية ضخمة من المخدرات والأسلحة

متابعه – ندا حامد في ضربة أمنية ناجحة وجهتها مديرية أمن أسيوط بالتنسيق مع قطاع …