نبض مصر الحرة نبض الشارع لحظة بلحظة
تحقيق أجراه/ أسامه سرحان
الكتان تلك السلعه التي تتردد على ألسنة البعض في بلدنا الحبيب فترمز لأجود أنواع الاقمشه والملبوسات والتي غالبا ما يكتب عليها “صنع في غير مصر” في مفارقة غريبه فمصر هي من تزرعه وتصنٌعه ثم تصدره بأبخس الاثمان ثم تعيد إستيراده مغزولا بأغلى الاسعار.
رواية حزينه أبطالها هم شعب كادح وحكومة بعيدة عن الشارع وقانون أعمى لا يرعى مصلحة عامه ومجلس تشريعي غائب عن الوعي.
فما هي مأساة الكتان المصري؟!
نبدأ مع قارئنا العزيز لنتعرف سويا حول رحلة زراعة وصناعة الكتان من داخل أكبر معاقل صناعة الكتان يالشرق الاوسط وهي قرية” شبراملس” الكائنه بمركز زفتى محافظة الغربيه.
يقول الحاج”ممدوح سرحان” وهو أحد أكبر مصنيعي الكتان بهذه القلعه الصناعيه المهمله من جهة الدوله,إن زراعة نبتة الكتان وصناعتها تمر بمراحل كثيره ومتعدده الامر الذي يوفر لعدد كبير جدا من الايدي العامله مصدر رزق مستمر فالدوله “لا تعرف عن صناعة الكتان شيئ” فنحن نوفر لاكثر من 40000 عامل فرصة عمل على مدى شهور الزراعه والتصنيع حتى مرحلة التصدير.
واضاف “أبوسرحان” إننا نبدأبزرع البذره في آلاف مؤلفه من الافدنه داخل محافظات الجمهوريه ونقوم بدفع إيجار هذه الافدنه مقدما ودفع قيمة تقليع-رفع العود من الارض بعد النضج- ألاف الاطنان مقدما في بداية الموسم
للعمال والذي يبدأ من شهر 25/8 حتى 25/3 من العام التالي ثم يقوم العمال بتقليع الزرعه وتحميلها على المئات من السيارات النقل المملوكه للأفراد لنقل الزرعه الى مرحلة التشوين بالأجران-أماكن تتسع لآلاف الأطنان من الكتان – ويعمل بهذه المرحله الآلاف من العمال على السيارات من كافة قرى محافظة الغربيه وخارجها بالإضافه لما يدفع من نولون-أجرة التقل-لأصحاب السيارات ناهيك عن آلاف العمال الذين قاموا بتقليع الزرعه من أرض المنيت.
ويقول.محمود بكر حسين وهو أحد مواطني القريه وصاحب أحد مصانع الكتان إننا ندفع إيجار أجران التشوين التي نقوم بتنشير عود الكتان بها حتى يجف تحت حرارة الشمس ثم نقوم بعملية الدراس ثم فصل العود عن البذره
ثم عملية التربيط- تستخدم أحبال مصنعه خصيصا لهذا الغرض من سعف النخل بالفيوم ورشيد- لاعواد الكتان في شكل حزم ليسهل نقلها الى المعاطن التي تستوعب 4 أفدنه بكل معطنه لتظل الاعواد بالمعطنه أباما وكل ذلك يتم بالايدي العامله مدفوعة الاجر حيث متوسط اجر العامل 100 جنيه ياليوميه.
واضاف.محمود بكر حسين يتم إستخراج العود المعطن من المبلٌه- حوض التعطين- بالايدي العامله ووضعه بالاجران ليجف ثم يتم نقله الى داخل المصانع لتبدا عملية التصنيع داخل التربيلات-ماكينات تصنيع العود- حيث يتم إنتاج
كل من…
الالياف- وهي شعر الكتان الخام الذي يتم تصديره للخارج بأقل الاسعار “20000 جنيه للطن” ثم بعد ذلك يتم إستيراده مغزولا ب”60000 دولار” بسبب إهمال الدوله في تطوير ماكينات الغزل وبيعها “الشركه الشرقيه للكتان بالاسكندريه ” ناهيك عن تطوير ماكينات الغزل بشركة المحله الكبرى صاحبة الرياده.
العوادم- وهو الساس وبستخدم لتصنيع الخشب الحبيبي الذي يصنع منه كافة انواع الاثاث بالإضافه لصناعات متعدده تدخل بها مادة الساس الخام.
القطاع- وبصدر للصين حيث يدخل في صناعة الورق وإنتاج أكثر من 100 منتج آخر.
البذره- والتي يتم فصلها عن العود في مرحلة ما قبل التعطين ويتم إستخدامها في صناعة الزيت الحار وزيوت الدهانات وتصنيع الاعلاف التي تتميز بوجود نسبه عاليه من البروتين النباتي تتجاوز 44%
إغلاق المصانع وتشريد العمال…
إذا ماهي مشكلتكم الحاليه؟
يقول جمال عبدالحميد مشكلتنا هي أن الامن الصناعي قام بتشميع المصانع بحجة أنها غير مرخصه ويشترط للترخيص بناء سور بمواصفات معبنه ووضع كاميرات مراقبه وسلك شائك فوق السور وعندما هممنا بفعل ذلك قامت وزارة الزراعه بوقف بناء الاسوار للمخالفه مع العلم أن هذه المصانع تعمل منذ 150 عام على هذا النحو وأن القرار الذي صدر منذ 2010 بخصوص هذا الامر كان قد تمت معاينه للموقع في 23/3/2005 من قبل الجهات المختصه بالدوله بتكليف من السيد محافظ الغربيه آن ذاك وبعد المعاينه تم إستثناء موانع الترخيص المتمثله في بناء السور وتخصيص مكان للتشوين وإشتراطات بعد الديزل عن ماكينة التصنيع لاستحالة ذلك مع العلم أن الدوله أرغمتنا على توصيل محولات خاصه ومئات الامتار من كبلات التيار الكهربي على نفقتنا الخاصه ونقوم بدفع التأمينات والضرائب المستحقه برغم ما يدعونه من عدم الترخيص.
وأضاف……… أن ما دفعناه لتأسيس هذه المصانع من ملايين الجنيهات هي كل ما نمتلك فالم تعمل هذه الماكينات لتدر لنا ولغيرنا الرزق فمن سيعوضنا عن تلك الخساره وإذا كانت الدوله مصره على تدميرنا ونحن مصدر رئيسي للعمله الصعبه”الدولار” فلتقوم هي بتشغيل هذه المصانع وتعطينا رؤوس أموالنا.
وحول أثر تعطل هذه المصانع عن العمل على نشاط الحياه اليومي بالمنطقه ,يقول الاستاذ “سعد.ف” والحاج”أيمن.ح” اصحاب محلات ملابس وأدوات كهربائيه , إن تعطل هذه المصانع عن العمل وتشريد العمال سيترتب عليه غلق كافة النشاطات التي تعتمد على هؤلاء العمال كونهم هم العملاء المنتظمين لهذه المحال التجاريه, فالم يجد العامل ما ينفقه فلمن نبيع وكبف نربي اولا دنا.
وعلق الحاج”عبدالونيس.ش” أحد العمال في هذه المصانع بقوله 🙁 أنا ميهمنيش أصحاب المصانع ومشكلهم أنا بشتغل أنا وبناتي الاثنين وابني ومراتي في شغل الكتان دا من 20 سنه ومنعرفش نشتغل غيره…. يعني نجوع ولا نسرق… انتوا لا ترحموا ولا تسيبوا رحمة ربنا تنزل على الغلايه)
وحول طبيعة المشكله ورد المسئولين
قال…..وكيل وزارة القوى العامله بالغربيه الاستاذ / خالد أبو بكر: إن مسئوليتنا الوطنيه تدفعنا جميعا الى علاج أي تقصير أو إهدار للطاقات البشريه والماديه وبالمقابل لابد من تطبيق القانون على المخالفين حتى يستقبم أمر المجتمع , الا أنه وعد بإرسال لجنه لتقصي الامر على أرض الواقع وإتخاذ الإجرائات التي تساهم بحل المشكله ورفع المعاناه عن كاهل أصحاب المصانع ومن يعملون بها.
وعن لقائنا بوكيل وزارة الزراعه بالغربيه والذي رفض مقابلتنا وادعى مدير مكتبه أنه لم يتم بحديد موعد مع العلم أنه قد تم تحديد الموعد مسبقا من خلال العلاقات العامه بالمديريه, ونرى ان تهرب المسئول من مواجهة المشكله التي تقع بدائرة مسئوليته هو تقصير كبير في حق الوطن والمواطنين, ناهيك عن كم المخالفات الهائله بالمحافظه والتعديات على الأرض الزراعيه التي ربما لايعلمها سعادة وكيل وزارة الزراعه خاصة أنه يلتزم مكتبه.
وتظل المشكلة قائمه ولا حل يلوح بالافق , فهل سيخرج علينا غدا او بعد غد أحد قيادات الغربيه ليعلن نحن مع العمال ونحن ندعم تشغيل المصانع ودوران عجلة الإقتصاد, أم سيظل الوضع على ماهو عليه ويتركها الجميع خاوية على عروشها
