كتبت // سماح رضا
هي مجموعة سلفية جهادية كوّنها أمير تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي “أبو مصعب عبد الودود” ويعرف كذلك باسم عبد الملك دروكدال، تترأسها في الغالب قيادات جزائرية وفي فترة وجيزة نجحت في تعزيز صفوفها بمقاتلين من جنسيات مختلفة أغلبهم من الجزائر وتونس وبدرجة أقل موريتانيا والنيجر، هدفها الأساسي زعزعة النظام التونسي وعرقلة الديمقراطية الناشئة من أجل تحقيق حلمها بإقامة أول إمارة إسلامية بشمال إفريقيا.
أصل تسمية هذه المجموعة يرجع إلى اسم القائد “عقبة بن نافع”، أبرز القادة الإسلاميين الذين فتحوا بلاد المغرب بما فيها تونس، تركز عملياتها بدرجة أولى على قوات الأمن والجيش لأنهم في نظرها “طواغيت”، كذلك على السياح وجلّ الأهداف والمؤسسات الغربية في البلاد، فالتنظيم الأمّ يروّج على أنه يسعى لتحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي والموالين له من الأنظمة وحماية المنطقة من الأطماع الخارجية.
ظهرت جماعة عقبة بن نافع في تونس إلى العلن عام 2011 عقب ارتخاء القبضة الأمنية للدولة في مرحلة ما بعد الثورة واتخذت الجماعة من الجبال الحدودية بين تونس والجزائر المعروفة بالتضاريس الصعبة والوعرة وكذلك الغابات الكثيفة التي تصعب مراقبتها أمنيا مقرا ومركزا أساسيا لها ومجالا للتنقل وفضاءً للتخطيط والتنسيق وأقامت بها معاقل وركزت معسكرات للتدريب والتدّرب.
ويقول باسم السندي، المختص في مجال الحركات والتنظيمات الإرهابية، إن هذه الجبال هي شريان الحياة لهذا التنظيم لأنها المنطلق لتحرّكاته ووسيلة الاتصال بين الخلايا الموجودة في الجانب التونسي ونظيرتها في الجزائر خاصة مدن الشرق الجزائري أين تتركز أغلب عناصر القاعدة بالمغرب الإسلامي وذلك عبر ممرات ومسالك ينتهجونها في تنقلاتهم بين البلدين.