كتبت // سماح رضا
تجمع مئات الآلاف قرب أسوار المدينة القديمة للرباط منذ الصباح قادمين من مختلف الجهات للمشاركة في هذه المسيرة التي دعت إليها الأحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني.
ووفرت السلطات النقل المجاني والطعام لغالبية المشاركين الوافدين من جهات بعيدة .
وانطلقت المسيرة باتجاه البرلمان وسط الرباط، فيما لم تتمكن حافلات كثيرة ومشاركين من الانضمام إلى المسيرة.
وحمل المشاركون العلم المغربي وصور الملك محمد السادس، ورددوا النشيد الوطني وبعض الأغاني التي انتشرت خلال فترة المسيرة الخضراء، حين لبى نحو 350 ألف مغربي نداء الملك الراحل الحسن الثاني وساروا باتجاه الصحراء الغربية لاستعادتها من المستعمر الإسباني.
في المقابل، أعلنت جماعة العدل والإحسان المحظورة، التي توصف كأكبر جماعة إسلامية في المغرب، أنها لن تشارك في المسيرة.
وقال حسن بناجح، الناطق الرسمي باسمها، إن “البهرجة لا تزيد ملف الصحراء إلا فشلا وتعقيدا، لأن الشعب المغربي يؤمن بقضيته الوطنية”.
وسيطر المغرب على معظم مناطق الصحراء الغربية في تشرين الثاني/نوفمبر 1975 بعد انتهاء الاستعمار الإسباني، ما أدى إلى اندلاع نزاع مسلح مع “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” (بوليساريو) استمر حتى 1991.
وتنشر الأمم المتحدة بعثة في المنطقة منذ 1991 للسهر على احترام وقف إطلاق النار بين المغرب وبوليساريو.
وتقترح الرباط حكما ذاتيا واسعا تحت سيادتها لهذه المنطقة الشاسعة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة على الأقل.
لكن بوليساريو تريد تنظيم استفتاء لتقرير المصير، وتتهم السلطات المغربية بـ”استنزاف” ثروات الصحراء الغربية، وخصوصا الفوسفات (75% من الاحتياطي العالمي) والثروة السمكية.
وسبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن أكد في خطابين إن فوسفات الصحراء لا يشكل إلا 2% من مجمل فوسفات المغرب، فيما قالت الحكومة إن استغلال الثروات السمكية يتم “وفق احترام الاتفاقيات الدولية”.