الى متى سوف يدفع اليتيم ثمن يتمه وضعفه وانكساره وألامه, اذا كان فى الشارع أو فى دار أيتام, أو جمعية لكفالة يتيم, فى كل يوم نسمع قصص تشيب لها الرؤوس, وتشيخ لها الأعمار وتمرض لها القلوب.
فدمعت طفل تقتل من يملك الضمير فلماذا هذا الصمت فى كثير من الأحيان على هذه الكوارث والمذابح بحق الانسانية والطفولة المعذبة,وهذه القصص التى زادت وفاضت هذه الأيام تبكى وتؤلم قلوب من لهم ضمير ويتمتعون بالانسانية, فما نسمعه فى هذه الأماكن البشعة فى أكثر من دار للأيتام والجمعيات المسؤولة عنهم يوجد بها بشر لا يعترفون بالانسانية ,وكأنهم وحوش أدامية.
فهم يعذبونهم لأنهم لا يملكون شىء ! لا أهل و لا أحباب و لا مال فهم مسلوبون الارادة تماما وكأنما من يملكون الأمر عليهم مرضا نفسيين ينفذون مرضهم على هؤلاء الضعفاء المقهورين فيعذبونهم بجميع أنواع أساليب التعذيب و بأبشع و أقذر الأشياء بالضرب المبرح المؤلم بالحرق و الكسر, ومنهم من يؤدى هذا العنف الى بتر الأعضاء لأن هذا الضرب المبرح يحدث كدمات كبيرة تكون نتيجتها غرغرينة نهايتها البتر,و هؤلاء الوحوش هم من يستحقون البتر و القتل لأنهم ليسوا بشرا .
وفى سياق متصل من صور التعذيب هو اغتصابهم و تعذيبهم جنسيا بالشذوذ, تحت التهديد, و الضرب من المشرفين فى هذه الأماكن أو من الأطفال ذاتهم, لأن هذه الأماكن لايتواجد فيها رقابة ,وظاهرة انتشار المخدرات ,وكل أنواع الدمار النفسى والجسمانى و المعنوى, وحتى فى أقل احتياج البشر لكى يعيشوا فأكثرهم لا يأكلون الا الأكل الغير أدامى أكل فاسد ومنتهى الصلاحية اذا توفر!!.
جدير بالذكر من وقائع حفلات التعذيب فى دور الأيتام, طفل اسمه أحمد يبلغ من العمر 4سنوات فى دار الأورمان لرعاية الأيتام كان قد سمع صراخ طفل صغير بالدار يرفض ما تفعله به المشرفة من اجباره على الاستحمام بالماء البارد عقابا له, و قالت الموظفة المتجردة من المشاعر المتهمة فى التحقيق انها فعلت ذلك عقاب للطفل لأنه تبول على نفسه.
ومن تحقيق واقعة تعذيب أخرى قال الأطفال أن المشرفين قاموا بحرقهم وضربهم بعصا مثبت عليها مسامير,وكان يتم تجويعهم بشكل شبه يومى وهم يسرقون أموال التبرعات التى تأتى للأطفال الأيتام , ولا يعترفون بأن هذه الأموال سوف تكون نار تكوى بطونهم يوم الحساب, وأإيضا يتم عقاب الأيتام فى الشتاء بالقاء الماء البارد على أجسادهم , فهذه الوحوش يتفنانون فى أساليب التعذيب, ووقائع مماثلة كثيرة حدثت فى دور الأيتام والجمعيات ,ومن أبطالها الثلاثى البشع ” الضرب, التعذيب, الاغتصاب “.
لاسيما يجب علينا جميعا أفراد المجتمع أن لا نضيع حقوقهم لأننا سوف نحاسب جميعا على هؤلاء البؤساء المساكين فى الدنيا والأخرة ,لأن من يتربى على هذا العنف الدموى لا ينتج منه الا قنبلة موقوته سوف تنفجر فى جميع أفراد المجتمع ,وسوف تقضى علينا جميعا ,وسوف ينتج الارهابيين والسفاحين والمجرمين بجميع أشكالهم حتى ينتقمون من المجتمع الذى سمح بهذا العنف من البداية أن يستمر.
وقد أوصانا الله ورسوله على اليتيم خيرا وأمرنا بالاحسان اليه, والرفق و العطف عليه, وعن أبى هريرة رضى الله عنه أتى رسول الله(ص) رجل يشكو قسوة قلبه؟
قال : أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟
“ارحم اليتيم وأمسح رأسه وأطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك .
وقال سبحانه وتعالى: ” فأما اليتيم فلا تفهر ” ( الضحى )
-“ألم يجدك يتيما فأوى”(الضحى).
ومن هنا نطلق صرخة استغاثة ورجاء الى كل مسؤول أو من يهمه الأمر,الى كل أم وأب الى كل انسان فى المجتمع صاحب قلب وضمير, انقذوا هذه الطفولة المعذبة البريئة قبل أن تدنسها يد الرزيلة النجسة التى تلاحقهم فى كل مكان, يستغيثون بكم ولكن أصواتهم لا تصل اليكم, أرحموهم من العذاب لأنهم لا يملكون الارادة للدفاع عن أنفسهم لأنه هو اليتيم ..