كتبت//سماح رضا
انتشار تسجيل فيديو لاعتداء عنصري على بائع مصري متجول إن كانت موجة إرهاب الأجانب المنتشرة في العالم قد جرفت بلدهم أيضاً؟.
لكن الجواب كان لا قاطعة، لأن الرد كان عاصفة من الحب حولت البائع المتواضع إلى بطل شعبي لدرجة أن مدينة ريو سلمته الخميس 24 أغسطس/ 2017 إحدى أرفع جوائزها.
قد تكون حقيقة ما حدث معقدة بعض الشيء، لكن القصة بدأت في 3 أغسطس الجاري عندما كان محمد علي عبد المعطي قناوي (33 عاماً) يقف خلف عربته يبيع الحمص، وفطائر اللحم المعدة على الطريقة العربية في وسط كوباكابانا المكتظ.
فجأة ظهر رجل قوي البنية وحليق الرأس يحمل عصا في كل يد وهو يتوعد قناوي الذي جاء إلى البرازيل قبل ثلاث سنوات، وصار معروفاً باسم “اللاجىء السوري”.
وصرخ المهاجم بوجه قناوي “اخرج من بلدي”، مضيفاً: “أنا برازيلي وبلدي تجتاحه هذه القنابل البشرية البائسة التي تقتل الأطفال”.
ولم يقم قناوي الشاب النحيل ذو الشعر الداكن بأي محاولة للرد، بل كان فقط يلتقط الأشياء التي تتساقط من عربته خلال تعرضها للاعتداء.
وكان يمكن لهذا الاعتداء أن يتطور إلى ما هو أسوأ، لكن ظهرت من بين المتجمهرين الشابة بياتريس باستوس دي ساوزا البالغة 19 عاماً والتي تدخلت وبدأت تصور بهاتفها النقال.
وقالت بياتريس: “بدأ الرجل بركل العربة ثم بدأ بركل محمد وتوجيه اللكمات له”، وأضافت “كان هناك أربعة أو خمسة مهاجمين وليس واحداً فقط وأنا وقفت في الوسط بينهم وقلت لهم توقفوا أرجوكم”.
بعد هذا الاعتداء لم يتمكن قناوي ليومين من الخروج إلى عمله بسبب الحزن الذي اعتراه، وقال: “هذا الرجل لم يحطم عربتي، لقد حطم سعادتي”.
غادرت بياتريس مسرح الحدث وهي مصممة على فعل شيء ما.
وبعد أن رفض قناوي كل توسلاتها له لإبلاغ الشرطة وتقديم شكوى، قامت هي بنفسها بالتوجه إلى مركز الشرطة وإطلاعهم على ما صورته. لكنها فوجئت برد فعلهم “قالوا لي امحي التسجيل، لن يفيد هذا شيئاً”.
لم تستسلم بياتريس التي تعمل في وكالة سفريات وقامت بإرسال التسجيل إلى أكبر مؤسسات البرازيل الإعلامية “غلوبو”.
وبالرغم من أنه لم يصلها منهم أي رد، وصل التسجيل إلى وسيلة إعلامية صغيرة، والمفاجأة كانت أن رد الفعل كان غير عادي وبات “تسجيل الفيديو في كل مكان”.
بعد انتشار التسجيل اتصلت “غلوبو” هذه المرة بقناوي لتجري معه حديثاً، ونظم الآلاف تحركاً على فيسبوك لشراء فطائره، وقام مارسيلو كريفيلا رئيس بلدية ريو شخصياً بمنح قناوي ترخيصاً لممارسة البيع في المدينة والذي يعد الحصول عليه أمراً بالغ الصعوبة.
وصوّت برلمان ولاية ريو الخميس لإعطاء قناوي لقب مواطن شرف.