يؤكد القائمون على شركة “واتس أب” أن تشفير الاتصالات في تطبيق التواصل الشهير سيمنح المستخدمين حماية من أي اختراق تكون الحكومات أو القراصنة طرفا فيه، لكن قانونيين يرون أن الإجراء الجديد يفرض عقبات أمام عمل المحاكم.
وأعلن القائمون على الشركة، وفق ما أوردت مجلة “وايدر” الأميركية، الثلاثاء، البدء في تطبيق “التشفير النهائي لكل أشكال التواصل المعتمدة في خدمتها”.
ويشمل التشفير الرسائل بين الأفراد والمجموعات، وكذلك الصور والفيديو والرسائل والمكالمات.
وتعمل الآلية الجديدة على تشفير المكالمات بين طرفي المحادثة بشكل تلقائي عبر مفاتيح مخزنة على هواتف المستخدمين حصرا، ما صعوبة اختراقها من طرف ثالث.
وأشاروا إلى أن العمل بهذا الإجراء يغطي المنصات كافة التي يعمل بها التطبيق مثل الهواتف الذكية والحواسيب، مؤكدين أن طاقم “واتس أب” نفسه لن يكون قادرا على الاطلاع عليها.
وذكرت المجلة الأميركية أن التطبيق يسعى عمليا إلى قطع الطريق أمام وصوله إلى أوامر المحاكم التي تسعى للاطلاع على مضمون الرسائل الخاصة بالمستخدمين.
ويقول براين أكتون من مؤسسي “واتس آب”: “إن بناء منتجات آمنة وجدت من أجل عالم أكثر أمنا، على الرغم من أن بعض السلطات لا توافق على ذلك”.
ويؤكد أكتون أن التشفير الجديد يتيح لأي مستخدم إجراء اتصالات مع الآخرين وإدارة أعماله دون أي قلق من وجود مراقبين أو مُبلغين يرصدون حركاته وكلماته.
اعتراض
من جانبه، يقول المدعي الاتحادي الأميركي السابق جوزيف دي ماركو إن الحكومة الأميركية لا تريد وقف التشفير.
لكن دي ماركو الذي تخصص في الجرائم الإلكترونية يتساءل: “ماذا ستفعل عندما تبتكر شركة نظاما للتشفير يجعل من المستحيل للمحاكم تنفيذ أمرا صدرت به مذكرة؟”
ولا يعد الإجراء جديد في عالم تطبيقات التواصل الفوري، إذ إن تطبيق “تليغرام” يستخدم آلية تشفير المكالمات أيضا، لكن إعلان واتس وجد صدى أكبر، وذلك لجهة عدد المستخدمين الضخم لـ”واتس آب” الأكثر شعبية في هذا المجال.
ويأتي الإجراء الجديد بعد إعلان السلطات الأميركية في مارس الماضي تخليها عن مطالبة شركة “أبل” فك شفرة هاتف “آيفون”، الذي استخدمه أحد المهاجمين في سان برناردينو، الأمر الذي أثار مخاوف من اختراق الحكومات لخصوصية المستخدمين ومعلوماتهم.
واستحوذت شركة “فيسبوك” على الشركة المطورة لتطبيق “واتس آب” بصفقة بلغت قيمتها 13 مليار دولار أميركي عام 2014.