سوريا: الصقيع كفن للأطفال على حدود اللجوء

كتبت::سماح رضا

صورٌ يتفرّج عليها العالم وهى الهروب من الموت الى الموت ، يبكي أحياناً ثم يطويها ويمضي.

وكأنّ الظلم غير موجود ما لم تشهد عليه صورة جسدٍ متجمّد أو غريق أو محترق أو ممزّق.. وما تلبث أن تغيب هذه الصورة لتنضمّ إلى سابقاتها من الصور المنسيّة. فبالأمس القريب، تحوّل الثلج الأبيض في جرود بلدة الصويري اللبنانية على الحدود مع سوريا كفناً لأكثر من 16 نازحاً سورياً، لدى محاولتهم الدخول إلى لبنان خلسةً في ليلة عاصفة، فتجمّد أكثر من نصف المجموعة التي كانت تضمّ 30 سورياً.

معظم الجثامين التي عثِر عليها تعود لنساء وأطفال، وتؤرّخ للحظات عصيبة وقاسية أمضاها النازحون قبل أن يستسلموا لقدرهم وتتجمّد قلوبهم.

وتكرّ سبحة المشاهد، لتستقرّ على مشهد أطفال تغوص أرجلهم في الوحل، يسقطون أرضاً لكنهم سرعان ما يعاودون النهوض ليركضوا مجدّداً خلف بعضهم.

يتهاتفون على كاميرات وسائل الإعلام للمطالبة بقفازات لأياديهم الباردة.. فمع أن الشتاء هو السادس لهم في لبنان، فإن القفازات، على بساطتها، ليست من ضمن أولويات الدول المانحة، ولا أهاليهم، في ظلّ التراجع الكبير في تقديمات هذه الدول وفي المستوى المعيشي للاجئين، ما يعمّم حالة من البؤس سواء عند المقيمين في الخيم أو في المساحات الإنشائية المسماة بيوتاً.

 

عن نسمة معيط

شاهد أيضاً

وزيرة التضامن الاجتماعي تتابع تداعيات حادث انقلاب أتوبيس المنيا وتوجه بتقديم الدعم العاجل للضحايا وأسرهم

متابعه – ندا حامد  تتابع الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تداعيات حادث انقلاب أتوبيس …