كتبت::سماح رضا
سيشكل اجتماع قادة الإتحاد الأوروبي الذي تعقده الدول الـ27 الجمعة 23 فبراير 2018 دون مشاركة المملكة المتحدة، محطة حاسمة على طريق الاتحاد الجديد الذي يعتزم الأوروبيون بناءه وتعزيز لحمته بعد انفصال لندن. لكن قبل عام من رحيل أحد أهم أعضاء الاتحاد في مارس 2019، يجد الأوروبيون عقبتين في طريقهم: المسائل المالية وطريقة تعيين كبار مسؤولي المؤسسات الأوروبية.
عُين يونكر على رأس المفوضية بعد انتخابات أوروبية عام 2014 طبقا لنظام مثير للجدل معروف بنظام “المرشح الأبرز” أو “شبيتزن كانديدات” وفق التعبير الألماني المعتمد.
بحسب هذه الآلية، يعين في المنصب المرشح على رأس قائمة الحزب الأوروبي الذي يفوز بأكبر قدر من الاصوات.
يؤيد البرلمان الأوروبي ويونكر نفسه تمديد هذا النظام إلى الانتخابات الأوروبية المقررة في ايار/مايو 2019، باعتبار أنه يعزز الديموقراطية في أوروبا.ومن المتوقع أن يطرح رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي يتولى تنسيق القمم وتمثيل الدول الأعضاء، عدة اقتراحات خلال القمة من أبرزها الإبقاء على نظام “مرشح رأس القائمة”.
انقسامات
العديد من رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الأوروبي يعارضون هذا النظام، معتبرين أنه يهمشهم على حساب اتفاقات تتم في الكواليس بين أحزاب سياسية مقرها في بروكسل.ومن المتوقع بحسب مصدر أوروبي أن يذكر القادة بأن “من حقهم ومن واجبهم” طبقا للمعاهدات أن يعينوا رئيس المفوضية، مع الإخذ برأي البرلمان.
أيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع الالتزام بالاتفاقيات الأوروبية بهذا الصدد.
من جهته، قال يونكر إن نظام “المرشح الأبرز” هو “منطقي تماما” داعيا إلى الدمج بين منصبه ومنصب توسك.
اشتد الخلاف حول هذا الموضوع بعدما عارض البرلمان مؤخرا مشروع القوائم الانتخابية العابرة للدول الذي دعمه ماكرون بقوة.
كتب رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل على تويتر “لماذا ينبغي أن يكون لنا مرشح على رأس قائمة إن لم يكن لدينا قوائم عابرة للدول من أجل الانتخابات؟”.كما أن خلافات اشد قد تظهر هذه المرة بين الدول الأعضاء نفسها حول مسالة الميزانية المقبلة للاتحاد الأوروبي، وتحديدا حول كيفية سد الفراغ الذي سيتركه خروج بريطانيا.
نشرت المفوضية الأوروبية الأربعاء “دليلا” من الخيارات لميزانية الاتحاد الأوروبي ما بعد بريكست، على شكل “قائمة” لمساعدة القادة على تحديد كلفة الأولويات التي سيعتمدونها.