كتبت::سماح رضا
أكد محللون فلسطينيون، أن الاستخدام المفرط للقوة والعنف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة في مسيرات العودة والتي انطلقت منذ يوم الأرض في 30 مارس المنصرم ومستمرة إلى الآن، له دلالات رصدتها منظمات ومراكز حقوقية محلية ودولية ووسائل الإعلام المختلفة، وهو أثار تساؤلات عن سبب سقوط عشرات الشهداء وآلاف المصابين في القطاع بالقنص المباشر والمتعمد لمتظاهرين سلميين رغم أنهم لم يشكلوا أي خطر يذكر على جنود الاحتلال وفق ملاحظات المحللين والمراقبين الفلسطينيين.
وقال الباحث في الشئون الإسرائيلية أنس أبوعريش، لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن الجنود الإسرائيليين بداخلهم قدر عال من الغل والحقد تجاه الفلسطينيين تحديدا في القطاع، مشيرا إلى أنه عندما ينظر الجندي إلى الآلاف من الحشود البشرية، ربما تختلط لديه مجموعة من المشاعر ما بين الرهبة والخوف أو أنه يتذكر الحروب على القطاع وإخفاقات الجيش الإسرائيلي وانسحابه ومستنقع الحرب.. فهو يخشى أن يتم قتله، أو حتى أسره ليكون مصيره كالجنود المأسورين، واستطرد “إذا اجتاز المتظاهرون الحدود ربما يتدفق الآلاف وتسحقه”، منبها في المقابل إلى أنه لو حدث واجتازوا الحدود بالفعل وأصبحوا وراء الخط الأخضر يمكن لذلك أن يضع إسرائيل على المحك الأخلاقي، لأنه من المتوقع حينئذ أن تقع مجزرة وإبادة جماعية مما سيسبب معضلة كبرى لإسرائيل.
فيما قال الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن لـ/أش أ/ إن استخدام العنف غير المبرر في قطاع غزة يعكس منظور الاحتلال علما بأن الاحتلال له ممارساته العنصرية أيضا في الضفة الغربية كالقتل بدم بارد ومواجهة الفلسطينيين على الحواجز باستخدام القوة المفرطة أيضا،.
وأوضح محيسن “هناك منظوران سياسيان واستراتيجيان مختلفان تجاه الضفة والقطاع، لكن الأهم من ذلك إن استخدام القوة المفرطة مع غزة له دلالة تعبير عن رعب دولة الاحتلال من فكرة سلمية الاحتجاجات والاندفاع نحو الحدود لتذكير ضمير العالم إن ثمة حق عودة أقرته الشرعية الدولية في القرار 194”.
وأضاف أن هناك تقريرا رفعه الجيش الإسرائيلي قبل عام ونصف إن الجيش يستطيع أن يتعامل مع 4 آلاف متظاهر سلمي لكنه لن يستطيع أن يتعامل مع أعداد أكبر من ذلك وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تأخذ إجراءات استراتيجية أو سياسية لحل تلك المشكلة خصوصا عندما وصلت أعداد المتظاهرين ومنذ الجمعة الأولى إلى أكثر من 10 آلاف شخص.