أطفال مصر..ما بين حقوق الطفولة ..وسطوة الآباء

كتبت : نجلاء بدر

استشرت فى المجتمعات العربية عدة ظواهر شاذة على الإنسانية وابرزها ظاهرة العنف ضدد الأطفال ، بالرغم من التحذير الدائم والمستمر من علماء النفس ومنظمات حقوق الطفولة والأمومة ، بأن الإساءة المعنوية و النفسية للطفل ماهى إلا دورات تدريبية تحرضه على السلوك العدوانى وتجعله شخصية عدائيةواجرامية ضدد المجتمع ، لكن من يأبه لذلك.

كذلك يرى علماء النفس أن “العنف هو سلوك غريزي مصحوب بالكراهية وحب التدمير، هدفه تصريف الطاقة العدائية المكبوتة تجاه الآخرين، كذلك قد يكون العنف نتيجة للإحباط الشديد ولعدم قدرة الشخص على التسامي أو لإعادة ضبط النفس.

الضرب، الصفع، الركل، الحروق، غالبا ما يري بعض الآباء أن العقاب البدني وسيلة طبيعية للتربية والتعليم، ووفقا لمسح أجرته منظمة اليونيسيف، يعترف 61 % من الآباء بضرب أطفالهم، 38 % يعظونهم و27 % يستخدمون عقوبات الحبس. ولكن هل ينبغي لنا أن نضرب أطفالنا أم لا ؟ لا تزال الآراء منقسمة.

 تقول (سمية . ن) على سبيل المثال: “أنا لا أضرب ابني أو ابنتي إلا كملاذ أخير”، لكنها تعترف بأن هذا يحدث يوميا، وتقول: “لدي طفلة في الثالثة من العمر وهي عنيدة للغاية، عندما يتعلق الأمر باللباس في الصباح كانت ترفض، كيف يمكنك أن تفعل عندما لا بد لها من مغادرة المنزل للمدرسة الساعة 7:30؟ أريد أن أعرف كيف أتصرف في هذه الحالات؟ هل أبدي الاستياء من الطفل فحسب؟ هل تعتقد أن ذلك يجدي نفعا؟ هل تعتقد أننا لم نحاول ذلك؟.

 وعلى صعيد أخريعترف (أحمد . س) بسهولة بضرب كلا ولديه ولكنه يؤكد أن ذلك يحدث عند الضرورة في حالة منع أي مناقشة، ويري أن صفعة على الأرداف أو علي اليدين لا تضر، ويمكن من خلالها التغلب على الجمود، “أنا أميز بين الضرب والضرب المبرح”، ويري أن ضربة أو ضربتين تختلف عن الضرب المبرح، في الحالة الأولى هي العقوبة، وفي هذه الحالة الأخيرة فهى وحشية.

وفى سياق متصل يتذكر صلاح (60 عاما) – الذي يعمل مهندساً – والده العنيف بشكل خاص: “لقد زرع والدي الرعب في المنزل، كنا سبعة إخوة وأخوات، كان والدي في البداية يفرض علينا حكما حديديا، وإلى جانب ذلك، كان دائما يمسك حزاما من الجلد السميك في يده، وويل لأي شخص يتجرأ وينطق بكلمة غير لائقة، وعندما كان يشم رائحة التبغ تفوح من فم أو ملابس أحد أطفاله، كان هذا يعد أسوأ تدنيس للمقدسات، فينهال ضربا علي المذنب

ولم تكن والدتنا أفضل حالا، بل كانت منصاعة ولا تجرؤ على معارضته، اليوم نحن جميعا كبار وكل منا شق طريقه في الحياة، وعندما نتذكر تلك الضربات التي تلقيناها نضحك من القلب، وإلى جانب ذلك، كل فرد يروي قصته ليذكر من الذي تلقي مزيداً من الضرب أكثر من غيره علي سبيل التندر

 فيما رصد التقرير التحليلي الذي أعده المجلس القومي للطفولة والأمومة عن حالات العنف ضد الأطفال منذ يناير 2014 حتي الأيام العشرة الأولي من شهر مايو الحالي، 343 حالة، وبلغت نسبة الحالات خلال الفترة من يناير الي مارس 57.7%، بينما جاءت في شهر ابريل بنسبة 19.24 % من إجمالي الحالات ، بينما ارتفعت النسبة وبلغت 23.3% خلال فترة الأيام العشرة فقط من شهر مايو2014. 

وأوضح التقرير، أن الفترة من 1 إلى 10 مايو 2014 بلغت 79 حالة تنوعت بين القتل، والاغتصاب، والتعذيب، والاختطاف، والاتجار، وعنف الأطفال، والإهمال، وحازت حالات الإهمال -والتي نتج عنها قتل أو إصابات للأطفال- على أعلى نسبة من إجمالي العنف، حيث بلغت 51.9%. 

وتساوت نسبة عنف الأطفال، وحالات الاغتصاب التى يتعرض لها الأطفال، وبلغت قيمة كل منهما 16.4%، وقد تلتهما حالات الخطف والاتجار التي يتعرض لها الأطفال خلال تلك الفترة، حيث بلغت نسبتها 10.2% من إجمالى الحالات. 

وبين التقرير التحليلي أن حالات قتل الأطفال جاءت بنسبة 5.1% من إجمالى حالات العنف التي يتعرض لها الأطفال، لافتًا إلى عدم ظهور أي حالات تعذيب للأطفال خلال تلك الفترة. 

وصرحت الدكتورة عزة العشماوي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، أن خط نجدة الطفل 16000 التابع للمجلس رصد خلال الأيام العشرة الأولي من شهر مايو الحالي عدد 20 بلاغًا لحالات أطفال يتعرضون لانتهاكات تعرض حياتهم وأمنهم وسلامتهم للخطر، حيث كشف تقرير خط النجدة أن حالات العنف ضد الاطفال بلغت (10) حالات تنوعت بين العنف البدنى والمعنوى والجنسى.

و بالرغم من وجود  نص بالدستور المصرى الذى يفيد بأن الدولة تكفل حماية الطفولة والأمومة ، وترعى الأطفال ، وتعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتنشئتهم التنشئة الصحيحة من كافة النواحى فى اطار من الحرية والكرامة الانسانية .

إلى أن هذه المادة ليست سوى حبر على ورق ولم تفعل بعد!

عن نجلاء بدر

شاهد أيضاً

وزيرة التضامن الاجتماعي تتابع تداعيات حادث انقلاب أتوبيس المنيا وتوجه بتقديم الدعم العاجل للضحايا وأسرهم

متابعه – ندا حامد  تتابع الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تداعيات حادث انقلاب أتوبيس …