بقلم – أحمد جبر الغول
لدي أسئلة عديدة تداخلت في راسي وعقلي وتضاربت عندي الإجابات !!
لماذا افتقدنا للجانب الإنساني بخدمة بعضنا البعض؟ أو بمعنى أصح لماذا يقصر البعض في هذا الواجب؟ ولماذا يتجاهل بعضنا جهود الآخرين؟ ثم لماذا افتقدنا لروح الوفاء والاعتراف بالمعروف لأهل الفضل والكرم؟
قال لي أحد أصدقائي: أنا منزعج جداً من بعض معارفي عندنا تناسوا معروفي وإحساني لهم من أول خطأ، بل بعضهم نفى جميلي، وتنكر لجهودي ووجودي، وبعضهم مسح من ذاكرته أسمي الذي كان من قبل يسطع في دفاترهم لحل مشكلاتهم وقضاء حوائجهم وتسهيل أمورهم .
هل تصدق أن بعضهم قد استنزفوا مني كل شيء، الفكر والمال والجهد وحتى المشاعر ، فهل هذا من العدل أن يمحى ويذهب سدى ما بيننا من أول خطأ؟ وأين هم من قوله تعالى: (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) ..
فأرسلت لصديقي هذه الرسالة:
صديقي العزيز مهما عملوا معك، هذا لا يدعوك لترك الجميل، وعدم الإحسان للغير، فلا تبتئس بما كانوا يصنعون، فأنت تعمل الخير لوجه الله، ثم لا يضرك جحود من جحد معروفك، وأحمد الله أنك أنت المحسن، وهم المسيئون واليد العليا خير من اليد السفلى وقرأ قوله تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا) .
ثم هل قرأت قوله تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).. فعندما تحاول احتساب الأجر في جميع أعمالك، دون أن تنظر لما فعلوه بك، بهذا قد حصلت لك فوائد عظيمة لا تتوفر عند من لا يهتم بالاحتساب، وهو دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام .
هل تعلم بأن أحد السلف عندما سُئل ألا يضيق صدرك من تجاهل معروفك من قبل من تحسن إليهم؟! فقال ما انتظرته ليحزنني!! يكفيني قوله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوٓاْ ۛ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ﴾، فكل من يفعل الخير، عليه أن يرجو من الله القبول، فالعطاء صفة لم يمنحها الله لكل البشر .
فالصفوة من الخلق لا تتغير صفاتهم حتى لو تغيرت أحوالهم وظروفهم، فكن ثابت على خلقك وصبرك ومعروفك وإحسانك وترفعك عن سفاسف الأمور، حتى وأنت في أصعب المواقف وأشدها على نفسك، فالكريم يظل كريماً حتى لو افتقر، والعزيز يظل عزيزاً حتى لو قُهِر، والمحسن يظل محسناً حتى لو ظُلم .
ترويقة:
العطاء كلمة كبيرة جداً وتتسع للحب والخير والتسامح.. وقد افتقدنا لهذه القيمة الطيبة في زمننا إلا من رحم ربي إلا من بعض أمثالك، فطاب خاطر صديقي من ردي وبدأ عليه علامة الرضا والقبول، راسلاً كلمات من الشكر والتقدير والعرفان .
ومضة:
لا توجد راحة أكبر من أن نتجاوز من أحبطنا، ونغفر لمن أساء إلينا، ونساعد من يحتاجنا بلا مقابل، وأن ننسى أحزاننا لأننا نؤمن بأن الخير كل الخير ما اختاره الله لنا .
كُن مُتََفائِلاً وَابعَث السعادة فِيمَن حَولَك