تقدم الكاتب الصحفي والإعلامي حسام فوزي جبر، ببلاغًا للنائب العام المستشار حمادة الصاوى، وذلك عبر مقاله الأسبوعى “قلم حر”، في الزميلة “الشورى”، مطالبًا بإيقاف عرض فيلم أصحاب ولا أعز، لمني ذكي، داخل مصر وذلك لتشويه للواقع المصري، وتقديم كل من شارك وساند وناصر هذا العمل الذي وصفه بالوقح للنيابة العامة فورًا لتقديمه لمحاكمة فورية بتهمة تخريب الذوق والأدب العام للمصريين وإلصاق التهم بالمجتمع.
وشن الزميل حسام فوزي جبر، هجومًا شديدًا علي الفيلم والرقابة وجمعيات حقوق الإنسان وما اسماهم بمدعي الحريات المزعومة، مؤكدًا خلال مقاله أنها لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تدخل بيوت المصريين ولا أن نصدرها كواقع، رافضًا ما أطلق عليها مؤخرًا دراما الواقع مؤكدًا أن الواقع المصرى والمصريين براء من كل ما نٍُسب إليهم من خلال هذا العمل والأعمال الشبيهة لمن أسماهم بأشباه النجوم.
وأسمي جبر الواقع الذي وصلنا إليه بـ الـ”رِدة الأخلاقية”. قائلًا من منا يُنكر أننا نعيش في عصور الرٍدة الأخلاقية، نعم تلك الردة التي جعلت من اللواط “مثلية” ومن “العري” حرية ومن الإبتذال فن ومن الكلام الهابط دراما الواقع ومن “الردح” أغاني المهرجانات، ولو حاولت أن تصحح الأمور وتضع كل شيء في سياقه الصحيح، ينهال عليك وابل من السباب، بدعوى الحرية وأنك ضد حرية الإبداع، وللحق أقول ل أعلم عن أي حرية يتحدثون وهل من المقبول والمعقول أن نُطلق العنان لقبولها دون قيد أو شرط بذريعة أن الفن ينبغى أن يتمتع بحرية فى التعبير، وأن الإبداع ينبغى ألَّا يقيد بقيود، بل وزاد من هذا أن طالبوا منتقدي الأعمال الهدامة التي يدافعون عنها بإستماتة، بإما أن تكون منفتحًا عقلًا وجسدًا -بطريقتهم- وإما أن تكون جاهلًا تحجر على الناس أمورهم ويتهمونك بالجنون، فيا مرحبًا بالجهل أو الجنون أو بكليهما أن كان هذا هو المسمي لرافضي هذه الأعمال التي تدعم تلك الرِدة الأخلاقية التي نعيشها.
وأضاف جبر في مقاله الشديد اللهجة، معلوم لدى الجميع أنه ما من مجتمع إلا وقد تستهوى الأعمال الفنية –باختلاف أنواعها- أغلب أفراده، إذ يجدون فيها متنفسًا لهمومهم اليومية وتخفيفًا لضغوط الحياة وأعبائها، كما أنها فرصة يلتقى فيها أفراد الأسرة كبيرها وصغيرها لمتابعة عمل فنى محترم يشد انتباههم، وكم من أعمال فنية جادة كنا وما زلنا نتابعها مع أنها صُنعت فى مرحلة زمن الفن الجميل مقارنةً بما هو الغالب فى هذا الزمان، حيث الابتذال والانحطاط، وسطوة أعمال العنف السلوكى والانحلال الأخلاقى، وكثيرًا ما خرجنا لحضراتكم مطالبين بعدة أمور تتعلق بالتربية داخل وخارج المنزل وكثيرًا أيضًا ما طالبنا القائمين علي الأعمال الفنية خاصة الدراما والغناء بمراعة الله ثم الشعب في أعمالهم، بل وطالبت جهات الإختصاص والتحقيق بالتحقيق والمحاسبة علي أي عمل يؤذي الذوق العام ويخرج عن الآداب الإنسانية والمجتمعية ولكني بكل أسف أجد ان هذه الأعمال الهدامة مستمرة في الصعود تأكل الأخضر واليابس من بقايا الأخلاق التي نعيشها، منصات وقنوات ومواقع تقتحم منازلنا تهدم كل القيم التي ندافع عنها بل ونبذل مجهود جبار من أولادنا في إكسابهم فتات الأخلاقي في هذا الزمن الذي نعيشه ليأتي من ينعتونه بنجم أو نجمة ليهدم ما بنيته داخل طفلك في سنوات لا لشيء إلا لأنه ومؤيدوه وجدوا من هذا العمل ما يندرج تحت مسمي الحرية الإبداعية الله أسأل أن يُخلصنا منهم ومن إبداعهم المزعوم الذي يدخل بيوتنا لدقائق ليهدم ما بنيناه في سنوات، ومن جديد أكرر أن كان رافضي هذه العمال جاهلين ومجانين فأنا أشهد الله ثم حضراتكم أنني أولهم وأفتخر.
جميعنا تابع الضجة خلال الايام الماضية حول نسخة عربية من فيلم يسمى “أصحاب ولا أعز” من إنتاج شركة نتفيلكس وهي شركة ترفيهية أمريكية، والفيلم يبرر للمثيلة والخيانة وهو نسخة من فيلم عالمي شهير حقق رقمًا قياسيًا في عدد مرات النسخ حول العالم لتكون هذه النسخة الـ19، وتحول الشارع بين داعم ورافض بين حاجر على الحريات ومتهاون في أمور دينه، والواضح وضوح الشمس أن الداعم لمثل هذه الأمور متهاون ومتغافل ولا يعلم عن دينه شيء، ويردد كلمات داعية للحرية دون أن يعرف معناها، وعندما تتعارض الحرية المزعومة مع الدين فلا حرية في الأمر “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”، ولا مشكلة لدي شخصيًا أن تشاهد أنت ما تريد، وبنفس المنطق ليس من حقك أن تروج لما تريد من فاحشة وخيانة بداعي الحرية، أن تروج للمثلية مدعيًا أنها مرض وليست إثمًا عظيمً أهلك الله على إثره الأرض بقوم نبيه لوط، لأنه منافي لصحيح الفطرة ويهدد الطبيعة ودوام الجنس البشري، فالمدافع يحتاج لعلاج فكري وروحي وديني، وترك بل وقصف قلمه إن كان له قلم لأن قلمه موجه ضد البشر، ولا مجال لهذه الحرية، تذكر وأنت تبرر لمثل هذه الفواحش علي أمل أن يراك الناس منفتحًا ومناصرًا، نراك جميعًا مدعيّا تستحل الحرام وتناصر الشواذ وتخالف الفطرة والشرع، تُأجج لصراع بين الناس يدعمه هواة ركوب الموجة أنتجته شبكة معروف أنها تدعم المثلية والزنا في سياق الفن وتطلق العنان للذات والجسد بدعوى الحرية -التي أبرأ إلي الله منها-، فكل شيء مرده للدين والعرف المجتمعي بما لا يخالف صحيح النص ولا الفطرة الإنسانية، وأعتقد المثلية ليست من الفن الهادف، ولا يوجد دين يدعو للمثلية أو العري أو الفجور أو الخيانة، وهذا فحوي الفليم الذين يدافعون عنه مستدعين مبرر آخر أن الفيلم ليس مصريًا، ولكن يا أصحاب “أندر” التنوير، هل هذا هو الفن الذي تتمني إنتشاره بيننا، بل صدقني أنت تقف ضد وطنك وناسك في حروب لمسخ الهوية المصرية والعربية، بجمالها وروحها وحفظها للحقوق والحريات، نعم حربًا لمسخ الهوية الدينية، تستهدف الدين الإسلامي والمسيحي على حد سواء.
وإختتم الكاتب الصحفي والإعلامي حسام فوزي جبر، مقاله الإسبوعي “قلم حر”، في “جريدة الشوري”، قائلًا أن وسط هذا الصراع بين المؤيدين والرافضين خرج علينا بعض العقلاء -ونحترم رأيهم- من مرددين قول عمر بن الخطاب “أميت الباطل بالسكوت عنه” فحقيقة كلمات أمير المؤمنين كانت “إن لله عبادًا يميتون الباطل بهجره، ويحيون الحق بذكره” وهذا ما نحاول القيام به، فقد حذرنا الدين من إشاعة الفاحشة بين الناس وتتبع عوراتهم، بل وأنذر كل إنسان يحب إشاعة الفاحشة، وأن تشيع الفاحشة، بأن له عذابًا أليمًا في الدنيا والآخرة، وها هي أحد صور حب إشاعة الفاحشة من خلال استخدام أسلوب الترويج وهو ما تستخدمه هذه المنصة وغيرها، “إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْآخِرَةِ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”، ومن خلال هذا المقال أتقدم إلي رأس الهرم في جهاز النيابة العامة معالي النائب العام المحترم محام الشعب المستشار حمادة الصاوي ضد كل من شارك وروج وساهم في خروج هذا العمل ووجوده في مصرنا الغالية، فالفن لا ينبغى أن يكون معول هدم لقيم المجتمع ومبادئه وتماسك بنائه الأسرى ووحدة نسيجه الوطنى، ولا وسيلة تجارية لجلب الأموال أو استثمارها فى ما لا طائل منه، وإنما ينبغى أن يكون أداة إيجابية نافعة ترقى بالذوق العام وترسخ للقيم والمبادئ وتتناول المشكلات المجتمعية بمهنية ومسؤولية بغرض المعالجة الحقيقية وليس من أجل الربح المادى، ورغم شعوري بخيبة أمل من كم المبررات الوهمية، والمبرريين من أعداء أنفسهم، فإن هذا زاد من تمسكي برفض هذا التعدي علي القيم الإنسانية، فالله منحنا عقلًا وفهمًا ولا نقف أمام الصغائر، ومهما حجم هؤلاء من المدافعين والمبرريين فهم قادة حملات الرِدة الأخلاقية ومواجهتهم وكشفهم واجب ولابد للأخلاق أن تنتصر في النهاية فهي الحق والمؤيدة من رب العزة سبحانه.