تختار روزا، المقيمة في ألمانيا منذ 2012، عنواناً فرعياً لعملها هو “من شظايا الحكايات”، يتبدى معبراً عن البناء الفني للرواية من جهة، والحكايات الكثيرة الملتقطة من جهة أخرى، إذ إن هناك تعدداً في الأصوات والرواة، بالإضافة إلى تنويع في مستويات اللغة، ناهيك عن إدراج حكايات كثيرة في سياق الثورة وتداعياتها، وإيراد عشرات الشخصيات تحت عنوان التحول الكبير في البلد.
ترمز صاحبة “نيغاتيف” إلى حماسة المتظاهرين السلميين ضد نظام الأسد وكيف كانوا يقتحمون غمار الموت المتربص بهم، يسعون إلى التحدي والشهادة، يبدون كَمن مسهم سحر ما يخرجهم من طور إلى آخر، وكأن حالة السحر تعدي الجميع وتؤثر بهم، فترى الناس أفواجاً من الممسوسين بعشق الحرية المنشودة يهتفون لها ويسعون للخلاص.
تستعين مؤلفة “حراس الهواء” بوجهات نظر مختلفة، تحكيها على ألسنة شخصياتها التي تختارها من مختلف أطياف المجتمع السوري، وتحضر سلسلة سجالات بين الشخصيات المتصارعة في بقاع متعددة من البلاد، عن المعارضة والموالاة، عن الطائفية وظلالها الثقيلة على أرض المعركة الدائرة في أكثر من جهة وجبهة.