كتبت //سماح رضا
انتشال جميع الرفات البشرية التى قد تم تحديد مكانها بموقع حادث سقوط الطائرة من خلال خبراء الطب الشرعي المصري والفرنسي المتواجدون على متن سفينة البحث.. كان السؤال ما هي حالة تلك الأشلاء وهل يمكن تحليلها ومن خلالها معرفة سبب الحادث؟
وقال الدكتور أيمن فودة، كبير الأطباء الشرعيين، إن الأشلاء والرفات، ونتيجةً لوجودها في المياه لفترة طويلة وصلت لنحو 6 أسابيع، يحدث لها ما يسمى بـ”التصبن الرمي” حيث يحدث تحول للمواد الدهنية في جسم الإنسان نتيجة تفاعلها مع مياه البحر فيمنع ذلك تحللها وتحتفظ الجثة والأشلاء بجميع مظاهرها من حيث الإصابات والحالة التي كانت عليها وقت الوفاة والسقوط في قاع البحر.
وأضاف أن التصبن يحدث نتيجة نقص الأوكسجين وبسبب فعالية الأنزيمات والبكتيريا اللاهوائية ويبدأ التحول أولا من سطح الجسم لداخله ثم يمتد للنسيج تحت الجلد وبعدها يصل للعضلات.
وأشار إلى أن الجثث، ونتيجةً وجودها في قاع البحر وفي ظل درجة حرارة منخفضة، تتحول دهون الجسم إلى مادة صفراء صلبة زيتية الملمس ويحدث ذلك نتيجة هدرجة الأحماض الدهنية غير المشبعة إلى أحماض دهنية مشبعة وتحديدا في المناطق الغنية بالدهون مثل الوجه وجدار البطن والأرادق والمؤخرة مما يساعد على حفظ معالم الجثة والأشلاء، مشيراً إلى أن عملية التصبن الرمي تظهر خلال 3 أسابيع وتنتهي بعد 6 شهور من حدوث الوفاة.
وأكد كبير الأطباء الشرعيين أن التصبن يكشف عدة معلومات مهمة عن حالة الأشلاء وهو ما سيعمل عليه الأطباء الشرعيون، حيث أنه يساعد في معرفة ماذا جرى للجثث قبل الوفاة حيث أنه يحفظ معالم الإصابات ويحدد بدقة وقت الوفاة ومعرفة سببها. وأضاف أنه سيتم كذلك إجراء تحليل الحمض النووي للعظام الموجودة في الرفات لمعرفة هوية أصحاب الأشلاء ومطابقتها مع البصمة النووية التي تم الحصول عليها من أقارب وأسر الضحايا.
وأوضح أن الأطباء الشرعيين سيقمون بعمل ما يسمي “تحليل الطيف” وهو إجراء يقوم على تحليل الأنسجة والرفات والأشلاء لمعرفة إذا ما حدث لها تلوثات كربونية أو باردوية كما يمكن استخدام منظار يسمى “جي تي ما” حيث يحدد نوع المادة البارودية أو الكربونية التي علقت بالأشلاء وبيان ما إذا كانت قد تعرضت لانفجار أم لا أم انفجرت نتيجة تغير الضغط الجوي وقت السقوط.