بقلم : هبه سعد الدين
قد تظن عزيزى القارئ أن تلك الكلمات هى إسقاط على الوضع الحالى الذى نعيشه لكن الحقيقة أنها كلمات محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمى الشهير ب صلاح جاهين أو عم صلاح .
المعروف عن صلاح جاهين رباعياته الشعرية المعبرة عن أحوال الشارع لكن كتاباته المسرحية تشهد على عبقريته فى وصف حال المجتمع بمدى أكبر ، فهذه الكلمات من أشعار مسرحية ” القاهرة فى ألف عام” التى كتبها صلاح جاهين وشملت 29 لحنا للعديد من الموسيقيين الكبار منهم سيد مكاوى ، محمود الشريف ، و عبد العظيم عبد الحق .
قدمت هذه المسرحية عام 1969 احتفالا بمرور ألف عام على إنشاء القاهرة (969) و مثلت المسرحية الشعب المصري حيث كانت بمثابة مظاهرة وطنية عاطفية تحكى تاريخ القاهرة .
و تتنوع الأعمال المسرحية لجاهين بين أشعار مؤلفة مثل ( أشعار مسرحية القاهرة فى ألف عام ، و أشعار مسرحية ايزيس لتوفيق الحكيم التى قدمها المسرح القومى كعمل غنائي من إخراج كرم مطاوع عام 1985 ) ، و أعمال مترجمة مثل ( مسرحية على جناح التبريزى لألفريد فرج التى قدمها مسرح الدولة ، و مسرحية دائرة الطباشير القوقازية لبرتولد بريخت التى قدمها المسرح القومى من إخراج سعد أردش ) .
و بالإضافة إلى أوبريت أبو السباع الأكلنجى الذى كتب ليقدم فى بداية مسرحية “شاهد مشافش حاجة ” لكنه لم ينفذ ، كتب جاهين مسرحية ” ليلى يا ليلى” التى تعتبر جوهرة أعمال صلاح جاهين مسرحيا لكونها مسرحية شعرية مغناة من الألف إلى الياء مأخوذة من تيمة ” قيس و ليلى ” تعاون فيها مع الفنان محمد نوح لوضع صياغتها الموسيقية لكنه لم يشهدها على المسرح حيث قدمت بعد عامين من وفاته من إخراج الفنان جلال الشرقاوى على مسرح الأخير لكن بعنوان ” انقلاب ” و ذلك عام 1988 ، فهى حلمه الذى تحقق بعد وفاته عام 1986.
و برغم الشهرة الكبيرة للقدير صلاح جاهين إلا أنه لم يملك من المال ما يمكنه من تحقيق أحلامه المسرحية حيث كان يريد التفرغ لإنشاء “مسرح شيكسبيري ” يكتب له و يشرف على كل صغيرة و كبيرة فى أعمال فرقته و لم يستطع تحقيق هذا بسبب أعبائه المادية .
و فى عام 2011 قام ابنه بهاء جاهين بتجميع أعمال أبيه كاملة فى سبعة مجلدات قامت بنشرها الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة ” الأعمال الكاملة ” التى تهتم بنشر الثقافة الأدبية الرفيعة لكبار المبدعين .
و من أشعار جاهين فى مسرحية القاهرة فى ألف عام لحن المماليك لسيد مكاوى حيث كتب على لسان المماليك:
أيتها القاهرة
إيفيت أفندم نحن المماليك
لا نمشي إلا بالمزازيك
ع الخيل نركب نعمل موكب
و علينا م العدة سلاح ليك
و بهذا السيف المملوكى
سبعومئات عاما حاموكى
و كتب جاهين شعر غياب النيل : الشدة المستنصرية لنفس المسرحية مع الملحن أحمد صدقى :
يا نيل كفاية غياب
يا نيل عليك العتاب
بدل ما تسقينا شهدك
يا نيل سقيتنا العذاب
و يا عينى عليك يا دى المقياس
من بعد العز حنيت الراس