استحوذت زيارة وزير الخارجية سامح شكرى لإسرائيل أمس على اهتمامات الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس، حيث سعت التحليلات والتقارير الإخبارية والاعلامية للبحث فى تداعيات ونتائج تلك الزيارة المفاجئة على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين وعلاقة إسرائيل بالعالم العربى. مجمعين أن الزيارة إشارة جديدة على تنامى العلاقات بين تل أبيب والقاهرة.
بينما علل كون القاهرة مفضلة من جانب تل أبيب بأن مصر «تفهمنا أكثر بكثير من الفرنسيين»، وبالتأكيد أكثر من البعض الآخرين الذين يحاولون لعب دور فى العملية الدبلوماسية؛ كتركيا أو قطر»، كما أنه بإمكانها (مصر) إقناع الفلسطينيين بأن يكونوا أكثر مرونة». مشيرا إلى أن الرئيس المصرى يقرأ جيدا تحركات الإسرائيليين وتحسن علاقاتهم مع كل من روسيا وتركيا وأفريقيا، دون توضيح مزيد من التفاصيل حول ذلك الأمر.
وبدت احتمالية كون الزيارة تمهيدا لزيارة مرتقبة من جانب نتنياهو للقاهرة مرجحة بقوة، إذ نقلت صحيفة «هاآرتس»، نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية وفلسطينية، أن مصر معنية باستضافة محادثات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين فى القاهرة بمشاركة ممثلين مصريين وأردنيين كبار، ستعنى ببلورة مجموعة من الخطوات لبناء الثقة وتهدئة الأوضاع الميدانية وتحسين الأجواء بين الطرفين.
ورجحت المصادر أن يكون هذا الموضوع قد طرح خلال المحادثات التى أجراها شكرى مع نتنياهو. وكان نتنياهو قد أشاد خلال المؤتمر الصحفى مع شكرى بتعامل مصر والأردن مع هذا الملف، داعيا السلطة الفلسطينية لأن تحذو حذوهما.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية عدة أمر الترتيب لزيارة نتنياهو إلى القاهرة، من بينها الإذاعة العامة الإسرائيلية وصحيفة «معاريف» و«تايمز أوف إسرائيل»، التى قالت إن القاهرة وتل أبيب تعملان على قدم وساق للترتيب لتلك الزيارة.
وفى اتجاه آخر، قالت صحيفة «هاآرتس» إن جولة نتنياهو الافريقية الأخيرة ساهمت فى التقريب بين مصر وإسرائيل، مؤكدة أن الزيارة تبرز تعاونا بين البلدين فى عدة ملفات من بينها عملية السلام وملف سد النهضة الإثيوبى.
فيما أكد الكاتب الإسرائيلى، باراك رابيد، فى الصحيفة نفسها، أن وزير الخارجية المصرى ونتنياهو تناقشا حول مسألة المفاوضات المستقبلية فى القاهرة لساعات داخل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، وبعد ذلك تناولا العشاء على انفراد، وذلك بعد لقاءين ذكر موقع والا الإخبارى أن أجواءهما كانت «إيجابية وودية للغاية».
من جانب آخر، نقل موقع «صوت إسرائيل» أن وزير الخارجية المصرى استجاب لطلب رئيس الوزراء الإسرائيلى خلال اللقاء بمساعدة مصر فى إعادة المفقودين الإسرائيليين فى غزة.
من ناحيتها دعت عائلة الجندى هدار جولدن، الذى أُعلن عنه مفقودا فى غزة، رئيس الوزراء وأعضاء المجلس الوزارى المصغر للشئون السياسية والأمنية إلى استغلال زيارة الوزير المصرى لبحث قضية نجلها والجندى أورون شاؤول، مشيرة إلى أن مصر هى ضامنة وكفيلة اتفاق وقف اطلاق النار الذى طرحت فيه حماس مطالبها خلال عملية الجرف الصامد.
وذكرت صحيفة معاريف أن شكرى بحث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية عددا من الملفات السياسية والأمنية، منها الجمود السياسى مع الفلسطينيين، ومبادرة السلام الفرنسية، والوضع الميدانى فى شبه جزيرة سيناء، والعلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة فى تقريرها أن جدول زيارة شكرى تضمن عقد لقاءين مع زعيم المعارضة الإسرائيلية إسحق هرتسوج رئيس حزب المعسكر الصهيونى، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية سابقا تسيبى ليفنى، للضغط عليهما لدخول حكومة نتنياهو للتقدم فى عملية السلام مع الفلسطينيين، مؤكدة أن أوساطا سياسية إسرائيلية أعلنت موافقة مصر على مساعدة إسرائيل فى استعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين فى قطاع غزة.
ونقل موقع «والا» الإخبارى عن تسيبى ليفنى أن زيارة شكرى لتل أبيب مهمة ومطلوبة، لأن علاقات إسرائيل مع مصر تعتبر «كنزا إستراتيجيا وأمنيا»، وإذا اتضح للدول العربية المعتدلة أن إسرائيل مستعدة لدفع أثمان للتقدم فى المفاوضات مع الفلسطينيين، فإن ذلك سوف يسهم فى تحسين وتطوير علاقات إسرائيل مع دول المنطقة.
فى السياق ذاته، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، مساعى كل من فلسطين وإسرائيل لعودة الوساطة المصرية فى جهود دفع عملية السلام، موضحة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن مسئولين إسرائيليين دعوا السيسى، قبيل مؤتمر باريس للسلام، إلى إعادة إحياء المبادرة العربية لحل النزاع مع فلسطين.