دكتورة دعاء زكريا وقوائد البروتين الممنوع لمرضى الكبد

“طالما عانى مرضى الكبد ولا يزالون من كم هائل من الموروثات الطبية الخاطئة وبخاصة ما يتعلق بالنصائح الغذائية الخاطئة التى يحاطون بها دوما من الأهل والأقارب وربما للأسف بعض الأطباء”. هكذا بدأت الدكتورة دعاء زكريا، استشاري التغذية الإكلينيكية والجهاز الهضمي والكبد والأستاذ بطب عين شمس، حديثها لقراء “الشروق”، عن أبرز المعتقدات الخاطئة لغذاء مرضي الكبد وهي عدم تناول المريض البروتين الغذائي لما قد يسببه من مضاعفات صحية.

وأكدت زكريا على أن مريض الكبد يجب أن يوضع منذ البداية على خطة تغذية متكاملة لتقيه من مضاعفات المرض، وأن يكون المريض على وعي دائم بالمعتقدات الخاطئة عن غذاء مرضي الكبد”.

الأسطورة لا تزال مستمرة

أكدت الدكتورة دعاء زكريا أن الإنسان البالغ يحتاج الى 0.8 جم من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم، وأنه في حالة اصابة الكبد بالتليف المبكر يرتفع هذا الاحتياج الى 1.2 جم لكل كجم ، أما فى حالات تليف الكبد المتقدمة فربما تزيد النسبة الى 1.5-1.8 جم لكل كجم من الوزن.

وأضافت أن تناقض هذه المعلومة المثبتة علميا من عشرات السنين مع الاعتقاد السائد لدى السواد الأعظم من مرضى الكبد وبعض الأطباء للأسف للدرجة التى قد يمنع فيها المريض تماما من تناول البروتين بمجرد أن يكون تحليله ايجابيا لإحدى الفيروسات الكبدية.

منع البروتين يساوى تدهور حالة الكبد

قالت استشاري التغذية والجهاز الهضمي، أن منع البروتين عن مرضى الكبد هو ممارسة خاطئة تماما حيث أنه فى حالة عدم حصول المريض على احتياجاته اللازمة من البروتين من الطعام والتى للمفارقة تزيد عن احتياج الشخص السليم كما ذكرنا ، فإن الجسم يضطر لتكسير بروتيانه الداخلية وعلى رأسها العضلات الهيكلية لموازنة هذا العجز مما يؤدى الى تدهور الحالة الصحية والتغذوية للمريض بسرعة ويزيد من مضاعفات التليف الكبدى كما ونوعا علاوة على ظهورها مبكرا فى رحلة المرض.

البروتين لا يعنى اللحوم

وأضافت الدكتورة دعاء لقراء “الشروق”، حتى نضع المعلومة السابقة فى سياقها العلمى الصحيح من المهم جدا أن يفهم المريض معنى كلمة بروتين وكيف أنها لا تساوى على الاطلاق اللحوم كما هو الشائع.

– فالبروتين هو أحد المكونات الغذاية الأساسية التى يجب أن يتناولها الإنسان يوميا بمقدار معين له علاقة بالأساس بوزنه وسنه وحالته الصحية ونشاطه الرياضى.

– ويتواجد البروتين كمكون غذائى فى جميع مجموعات الطعام باستثناء مجموعتى الفواكه والدهون فقط وبالتالى فهو ليس حكرا على مجموعة اللحوم، وبمعنى آخر يمكن لأي إنسان أن يحصل على احتياجه من البروتين دون أن يضع جراما واحدا من اللحم في فمه.

المصادر الرائعة للبروتين لمرضى الكبد

أوضحت استشاري التغذية الإكلينيكية الدكتورة دعاء، أن مريض الكبد لديه العديد من الخيارات التي يمكنه أن يحصل منها على البروتين الكافى للجسم متجنبا أضرار اللحوم بل ويجنى العديد من الفوائد الغذائية فى آن واحد.

– فهناك البروتين المشتق من البقول والمصادر النباتية كالفول والعدس واللوبيا والحمص والفاصولياء الذي يتميز بتركيبة فريدة من الـحماض الأمينية الملائمة تماما للكبد وبخاصة فى حالات التليف المتقدم.

– ثاني خيار للبروتين فهو منتجات الألبان، وبخاصة الزبادى والرايب مصدر رائع للأحماض الأمينية المتسلسة والتى تقوم بدور هام فى الحفاظ على الكتلة العضلية للإنسان والتى تعتبر بحق كنز المريض الذى يجب أن يعمل جاهدا للحفاظ عليه.

– هناك ميزة أخرى في الزبادي وهى احتوائه على خمائر من البكتيريا الطبيعية المفيدة االتى تقوم بدورها فى التوازن في عالم بكتيريا القولون أو ما يطلق عليه العلم الحديث مصطلح الميكروبيوم وهو المتحكم فى كثير من التفاعلات الايضية “وهي المسؤولة عن انتاج الطاقة في داخل خلايا الجسم عن طريق هدم المواد الغذائية التي يتم هضمها في داخل الجهاز الهضمي وتحويلها إلى أشكال الطاقة المختلفة عن طريق مرورها بسلسلة من التفاعلات الكيميائية” التى تحدث فى جسم الإنسان ويعتبر هو المستقبل فى خطة علاج معظم الأمراض.

– أضف على ذلك الخضراوت جميعها وبخاصة ذات اللون الأخضر الداكن إلى جانب الخرشوف ومن مجموعة النشويات نجد إن الحبوب الكاملة مثل القمح والبليلة والشوفان والذرة من أروع المصادر للبروتين.

عن نورة النيلى

شاهد أيضاً

وزيرة التضامن الاجتماعي تتابع تداعيات حادث انقلاب أتوبيس المنيا وتوجه بتقديم الدعم العاجل للضحايا وأسرهم

متابعه – ندا حامد  تتابع الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تداعيات حادث انقلاب أتوبيس …