** عظماء على مر الزمان *

بقلم // سماح رضا

لقد علمنا على مر الزمان أن عظماء التاريخ منذ العصور الأولى , كانوا شخصيات معذبة لاسيما حياتهم الخاصة وأحيانا كثيرة والعامة أيضا , فقصصهم كانت مثيرة للجدل وبالتعمق لذاتهم ودراسة البيئة التى كانوا فيها منذ النشأة الأولى لهم نجد المعاناة و الألم العظيم .

ومن دراسة قصصهم فوجئنا بذلك الواقع الأليم لهم ,وكذلك أسرتهم الأولى منذ البداية , فبناء الشخصية من النشأة الأولى لهم كانت تحمل المشقة و الحياة القاتمة بالأحزان , فولدا التحدى ووضحا الهدف من الحياة للفوز على اليأس من خلال نافذة صغيرة للأمل و الطموح لتحقيق الذات , والبحث عن السعادة المفقودة بالتخطيط والطموح لمستقبل مشرق يمحوا ما فعله الماضى الحزين .

جدير بالذكر أن سيد الخلق أجمعيا نبينا الحبيب ,وساكن لقلوبنا سيدنا ” محمد صلى الله عليه وسلم ” فكان شخصية معذبة منذ الولادة كان اليتم وألامه يخيم عليه فى دائرة مغلقة بالأحزان والمشقة , وبالرغم من ذلك كان ومازالا سبيل للهدى والنجاة للبشرية , من ظلام العبودية و الجهل الى نور العلم والمساواة بين البشر و القضاء على العنصرية ما بين البشر , والدينية , و الفكرية , ومن أمثلة المعاناة : فراق أعز أحبابه من أبنائه و بناته , وموت زوجته السيدة خديجة , وموت جده وعمه , وأيضا مواجهة العداوة من الأقارب وتعرضه لاهانات من الكفار وتكذيبه فى حادثة الاسراء والمعراج , والفقر والسخرية منه .

وقال تعالى من سورة المؤمنون : ( وان كنا لمبتلين ) , فيجب أن نؤمن بأن الابتلاء أحد سنن الله فى الأرض لأن الانسان فى اختبار فى كل شىء .

فحينما يولد الانسان كل من حوله يضحك , و هو يبكى وحده , أما عند وفاته فكل من حوله يبكى

وفى السياق ذاته أن جميع الأنبياء و الرسل كانت حياتهم عبارة عن مشقة وألام وأيضا الصالحين من المؤمنين .

وقال ” صلى الله عليه وسلم ” : ” عجبا لأمر المؤمن , ان أمره كله خير , وليس ذاك لأحد الا للمؤمن , وان أصابته سراء شكر فكان خيرا له , وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له . )

ومما لا شك فيه أن فى عصرنا الحديث أيضا يوجد من كانت المعاناة عنوانهم ومنهم على سبيل المثال من الأدباء : عميد الأدب و الكاتب الكبير # طه حسين فقض بصره فى سن الثالثة وكان يقول عن نفسه فى كتاب ” الأيام ” : كنت أتعمد فى بعض الأوقات أن أثير فتاوى شاذة كنوع من التمرد وقد ألف ما يزيد عن خمسين كتاب فى القصة و الأدب و التاريخ و الفلسفة .

ومن أمثلة العظماء فى العالم : # لويس برايل الكفيف الذى اكتشف العالم بفنه فقد تميز فى عدد من المجالات منها الموسيقى .

# هيلين كيلر  كانت فاقدى البصر و السمع وحصلت على الدكتوراة فى الفلسفة من جامعة هارفارد ودافعت عن حقوق ذو الاحتياجات الخاصة وأسست منظمة ” هيلين كيلر ” الدولية .

# بيتهوفن : الموسيقار الأعظم كان أصما !أعظم موسيقار فى التاريخ ولد فى ألمانيا .

# أبو العلاء المعرى : كان فاقدا للبصر وكان شاعر وفيلسوف وزاهدا فى الدنيا , و يعتبر المعرى من الحكماء و النقاد و من أعماله ” تاج الحرة ” و ” رسالة الملائكة ” .

وفى الفن : الفنان # عبد الحليم حافظ من أعظم الفنانين فى مصر و الشرق الأوسط وكانت معاناته فى يتمه وفقره و مرضه ورغم ذلك تحدى الحياة و أصبحا من المشاهيرو العظماء فى الفن و الثقافة .

ومن السياسة الزعيم الخالد # جمال عبد الناصر , قال لصحيفة ” الصنداى تايمز ” : ” لقد كان فقد أمى فى حد ذاته أمرا محزنا للغاية وكانت صدمة تركت فى شعورا لا يمحوها الزمن ” , و برغم هذا الألم كان من أعظم زعماء مصر .

وكثير وكثيرا لم تزدهم المعاناة الا قوة و الهاما , لهؤلاء العظماء على مر التاريخ ,و علينا أن نقتضى بهم لنحقق أحلامنا ونتحدى المستحيل , و الألم قد يقودك يوما لتحقيق المستحيل , فالألم و المعاناة أحيانا كثيرة هو جسر العبور الى تحقيق المحال من وجهة نظرى , فلا تيأس وثق فى الله لأنه القادر على كل شىء , و لا سيما أن من رحم المعاناة تولد القوة و التحدى و الابداع ..

 

 

 

 

عن نسمة معيط

شاهد أيضاً

وزيرة التضامن الاجتماعي تتابع تداعيات حادث انقلاب أتوبيس المنيا وتوجه بتقديم الدعم العاجل للضحايا وأسرهم

متابعه – ندا حامد  تتابع الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تداعيات حادث انقلاب أتوبيس …