كتبت // سماح رضا
آلاف السعوديات والسعوديون وقعوا على العريضة المنشورة على الإنترنت منذ حوالي الشهرين للمطالبة بتحديد سن الرشد للمرأة في المملكة العربية السعودية، وإسقاط ولاية الرجل، بحيث تصبح المرأة مواطنا كامل الحقوق، ذلك إن المرأة السعودية لا يمكنها الدراسة أو العمل أو السفر دون موافقة من ولي الأمر الرجل.
عزيزة يوسف الأستاذة الجامعية المتقاعدة، وإحدى السيدات اللواتي أطلقن هذه العريضة أفادت أن الهدف، كان في البداية، تسليم العريضة باليد إلى الديوان الملكي ولكن الأمر رفض، وقيل للمسئولات عن العريضة أن يقومن بإرسالها إلى الديوان الملكي عبر البريد الإلكتروني، وأثار الأمر فضول الإعلام داخل وخارج السعودية، وخصوصا بعد نشر هاشتاغ “#سعوديات_نطالب_بإسقاط_الولاية” على تويتر، فارتفع عدد الموقعين بصورة سريعة حتى تجاوز 20 ألف شخص خلال بضعة أيام.
الجدير بالذكر أن الناشطات السعوديات يتحركن للمطالبة بحقوقهن في المواطنة منذ أكثر من ربع قرن، ولكن كافة مبادراتهن كانت تنتهي بالفشل، ودون أن تثير الحوار المطلوب، ويبدو أن الأمر يختلف بعض الشيء هذه المرة، حيث تلعب شبكات التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في انتشار الدعوة ووصولها إلى أكبر عدد ممكن من السعوديين، كما أنها تجاوزت الحدود وأثارت الاهتمام على المستوى الإقليمي والعالمي، أضف إلى ذلك أنها عريضة موجهة إلى العاهل السعودي الملك سلمان، وهي بالتالي لا تشكل تحديا للسلطة وإنما تندرج في إطار الولاء لها، والعامل الثالث الذي لعب دورا هاما، هو ارتفاع عدد الرجال الذين وقعوا على العريضة، مما يشكل مؤشرا على تغير ملحوظ في أنماط التفكير في المجتمع السعودي.