كتبت // سماح رضا
كان التأثر بسبب موقع مصر وصلاتها العسكرية والدبلوماسية مع واشنطن.
فالقاهرة التي توترت علاقاتها مع البيت الأبيض بسبب مواقفه المعلنة حيال الأوضاع السياسية الداخلية في مصر وتعليق المساعدات العسكرية أو أجزاء منها أكثر من مرة كانت قد بحثت عن تعزيز لتحالفاتها في أماكن أخرى، بينها موسكو، التي باتت عاصمة مقرّبة لمصر، بالإضافة إلى باريس التي ربطتها بالمؤسسة العسكرية المصرية صفقات سلاح.
وبعيدا عن الروايات المنسوبة إلى شخصيات مصرية حول دور أمريكي بدعم الإخوان المسلمين ومعارضة الكثير من الأحداث التي أعقبت عزل الرئيس السابق محمد مرسي، إلا أن واشنطن كانت قد أبدت لأكثر من مرة اهتمامها بمتابعة المسار السياسي في مصر من جهة مع التحذير من التورط بالقمع والتأكيد على الدعم بمواجهة الإرهاب.
مصر كانت في قلب المواجهة بين ترامب وكلينتون منذ بداية الحملات المتبادلة بينهما في مايو/أيار الماضي، آنذاك سقطت الطائرة المصرية التي كانت في رحلة من باريس إلى القاهرة، وسرت شائعات حول الأسباب، وسرعان ما غرّد ترامب عبر حسابه بموقع تويتر محملا المسؤولية لـ”الإرهاب” قبل انتظار المزيد من التفاصيل. ووصف الإرهاب بأنه “مرض داخل الإسلام” محملا ضعف الولايات المتحدة مسؤولية ظهوره.
واستدعت تصريحات ترامب ردا عنيفا من كلينتون التي اعتبرت تعليقاته مبررا كافيا لعدم جواز دخوله البيت الأبيض وعدم أهليته لتولي الرئاسة، وقد قالت ذلك في تصريحات مباشرة لـCNN آنذاك ذكرت فيها أنها استنتجت بأن ترامب “ليس مؤهلا لمنصب رئيس أمريكا” خاصة وأنه لم ينتظر نتائج التحقيقات واندفع لاتهام جهات معينة بعد وقت قصير على الحادثة.
ترامب كان قد حمّل كلينتون مسؤولية الأحداث في العالم العربي، بما في ذلك أحداث مصر، وقال في كلمة له في نهاية يوليو/تموز الماضي، إن الإرث الوحيد الذي تركته خلفها بعد توليها حقيبة وزارة الخارجية هو “الموت” مضيفا أنها مسؤولة عن “بروز داعش” وزرع الفوضى في “العراق وليبيا وسوريا ومصر.”
وفي يونيو/حزيران الماضي، اتهم ترامب، منافسته الديمقراطية بإطاحة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتمهيد الطريق للإخوان المسلمين قائلا: “عندما تولت كلينتون وزارة الخارجية عام 2009 كان العالم مكانا مختلفا، ليبيا كانت دولة متعاونة بينما كان العراق يشهد تراجعا بمعدلات العنف كما كانت سوريا تحت السيطرة وإيران مختنقة بالعقوبات ومصر يحكمها نظم صديق يحترم معاهدة السلام مع إسرائيل، ولم يكن تنظيم داعش موجودا حتى.”
وزعم المرشح الرئاسي الأمريكي أنه بحلول عام 2014 كانت كلينتون قد “خربت الشرق الأوسط برمته”، و “ساعدت على الإطاحة بنظام صديق (في مصر) واستبدلته بنظام متشدد تابع للإخوان المسلمين، وقد تمكن الجيش المصري من استرداد السيطرة لكن كلينتون فتحت علبة الشرور الخاصة بالإسلام المتطرف” وفق تعبيره.
ولعل النقطة البارزة في الموقف المصري من الانتخابات الرئاسية الأمريكية كانت في 20 سبتمبر 2016، عندما استقبل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، كلاً من ترامب وكلينتون، ليخرج ترامب بعدها معلنا تقديره للرئيس المصري وشعبه بسبب “دفاعهما عن بلادهما ومصلحة العالم” مؤكدا أن العلاقات مع القاهرة ستتعزز بحال وصوله للسلطة، وأن بوسع مصر أن “تعتمد عليه.”