بقلم / سماح رضا
الأم رمز المحبة والوفاء والاخلاص والتضحية, فهى تاج الحياة الذى يضىء لنا الطريق الى الهدى والايمان , قطرات الندى الساحرة عند الصباح ,وجودها شمس لا تنطفىء فى الفؤاد,الحب الوحيد الصادق بدون ثمن ,و الأم المدرسة الأولى فى حياتنا جميعا والأكثر تأثيرا على أبنائها فى مراحل العمر الأولى التى تعتبر من أهم وأخطر مراحل الحياة فهى التى يتشكل عليها الانسان اما بالصالح أو الطالح ,وسواء كانوا صغارا أو كبارا فلها تأثيرها الكبيروعطاؤها لا ينتهى طوال حياتهاولا ينفذ الا عند الموت.
وقال الفيلسوف الكبير # سقراط : ” عندما تثقف رجلا .. تكون قد ثقفت فردا واحدا,وعندما تثقف امرأة فأنما تثقف عائلة بأكملها ” فهو اعتراف منه صريح بدور الأم الرئيسى فى تربية الأولاد, وتأثيرها على ثقافة الأسرة, وتحملها المسؤولية كلها فى تشكيل أسرتها وتنشئة الأبناء.
ومما لا شك فيه يعتبر عيد الأم فرصة للتعبير عن الحب والتقدير والأمتنان لأمهاتنا فى زحمة الحياة والانشغالات الكثيرة قد ينسى الانسان أحيانا التعبير عن حبه الحقيقى الصادق كما ينبغى لأغلى انسانة على قلبه وهى أمه.
فالأمومة هى أكثر صدق وعطاء من أى مشاعر أخرى فهى لا توصف بالكلمات بل بالقلب والاحساس والشعور المتدفق بكل معانى الحب كما ينبغى أن يكون , وفى هذه المناسبة الرائعة تقدم بكل الحب التحية و التقدير لكل أم تعبت وسهرت وضحت بأجمل أيام حياتها من أجل تربية أبنائها لكى يتحملوا المسؤولية بدورهم تجاه أبنائهم ومجتمعهم ووطنهم الغالى.
ويأتى احتفال العالم سنويا بعيد الأم تقديرا وعرفانا بهذا الدور الانسانى العظيم وتذكيرا للأبناء بأهمية التواصل و الاهتمام بأمهاتهم, وتعتبر مناسبة اجتماعية عظيمة للأعتراف بحقوق الأم عليهم ورد جزء صغير من السعادة التى تعطيها لهم بدون أى انتظار للرد,و بالرغم من أن الحروف تبقى عاجزة عن التعبير عن هذا الحب العظيم الذى لا تمنحه الحياة مرة أخرى, فلا يحبك ويخاف عليك أحد فى العالم أكثر منها .
ولا سيما ليس هذا اليوم هو الوحيد للتعبير عن الأم والتواصل والسؤال عنها ولكن يجب أن يكون مستمرا طوال العام فيوم واحد لا يكفى للاحتفال بها أو مناسبة معينة فهى لن يكررها الزمان.
وجدير بالذكر فكرة الاحتفال بهذا اليوم من مصر ,عندما اشتكت أم فى رسالة بعثتها الى احدى الصحف المصرية جفاء أبنائها وتعاملهم السيىء معها ,ومن هنا قام أصحاب الصحيفة بطرح فكرة حول تخصيص يوم للاحتفال بالأم تقديرا بها ورد جزء من جميلها على الأبناء ,ولاقت الفكرة تقديرا واعجابا من العديد من القراء والمجتمع ,واختيرا يوم 21/مارس للاحتفال ( 1956) ,وانتقلت الفكرة بعد ذلك الى باقى الدول العربية.
و يعود الفضل في الاحتفال بـعيد الأم في العالم العربي إلى الكاتب المصري علي أمين الذي كتب مقالة في “أخبار مصر” Egypt Today News “لم لانتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق”.
أفضل ما كتب الشعراء والأدباء عن الأم:
واخضع لأمك وأرضها .. قطوفها احدى الكبر ( الامام الشافعى )
(أبو العلاء المعري)
العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ
والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ
وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ
أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَـانِ
نزار قباني))
طفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر ولم أعثر.
على امرأة تمشّط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها.. إليّ عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى وتنشلني إذا أعثر
أيا أمي.. أيا أمي.. أنا الولد الذي أبحر
وما زالت بخاطره تعيش عروسة السكر
محمود درويش))
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر فيَّ الطفولة
يومًا على صدر يومِ
وأعشق عمري لأني
إذا متُّ، أخجل من دمع أمي..!