كتبت // سماح رضا
كانت هونغ كونغ اكتسبت اسمها من الرائحة اللاذعة المُحْرِقة والشبيهة برائحة الثرى لهذا النوع من الأخشاب؛ إذ أن هذا الاسم يعني بـ”الكانتونية” – وهي أحد الفروع الرئيسية للغة الصينية – ميناء العطور أو الميناء العَطِرْ.
ويرتبط هذا النوع من الخشب الذي يحتوي على مادة صمغية عطرة، بأشجار تنتمي لجنس نباتات “خشب العود”، وهي نباتات كانت تُزرع تقليدياً حول القرى، نظراً لما كان يُعتقد من أن لها فوائد مرتبطة بفلسفةٍ صينية تحمل اسم “فانغ شواي”، تتعلق بالتناغم مع الفضاء المحيط بالإنسان وتدفق الطاقة عليه من خلال بيئته، وتصالحه مع نفسه ومع الطبيعة من حوله.
فـ”خشب العود” يتشكل عندما تُصاب تلك الأشجار بعطبٍ يسمح للعفن بأن يضرب أخشابها. وعندما تُحصد هذه الأشجار يتم فصل الأخشاب المعطوبة المصابة بالعفن والتي باتت داكنة اللون بشكل أكثر وتحتوي على المادة الصمغية العطرة، عن تلك السليمة التي تكون ذات لون شبيهٍ بلون الزبد، ولا تفوح منها أي روائح عطرية.
وفي عام 2014 وصل سعر الكيلوغرام الواحد من القطع الصغيرة من المادة الصمغية الموجودة في “خشب العود”، والتي يتم تحويلها إلى أعواد ورقائق للبخور والعطور، إلى نحو 58 ألفاً من دولارات هونغ كونغ. أما القطع الخشبية الأكبر من هذا النوع من الخشب، والتي يصل حجمها إلى عدة أمتار، فتُباع باعتبارها منحوتاتٍ يدوية.
وقد سبق أن حدد متجر “وينغ لي” سعراً بلغ مليوناً و200 ألف دولار من دولارات هونغ كونغ لإحداها، وكان يتخذ شكل قاعدة شجرة وجذعها. ويعتبر “واه” هذه القطع كبيرة الحجم بمثابة “أعمالٍ فنية”.