كتب – وليد يحيي
الدرس انتهي لموا الكراريس بالدم اللي علي ورقهم سال في قصر الامم المتحدة مسابقة لرسوم الاطفال ، ايه رايك في البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزي دي لطفلة مصرية وسمرا كانت من اشطر تلاميذي .
انها كلمات صلاح جاهين منذ اكثر من 47 عاما مضت محفورة تلك الكلمات في القلوب قبل ان تكتب وتعيها العقول تذكرنا وتذكر العالم اجمع بمذبحة تلاميذ بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية .
عندما قامت العدو الاسرائيلي باستخدام طائرات الفانتوم الامريكية بقصف مدرسة لتلاميذ عزل في سن الزهور ثلاث فصول يملئهم احلام جميلة لحوالي 150 تلميذ من سن التاسعة حتي الثانية عشرة في تمام الساعة 9 وعشرون دقيقة صباحا يوم الاربعاء 8 ابريل 1970 بخمس قنابل وصاروخين لتمتزج الاحلام بالارواح التي خرجت لربها .
ولتمتزج الكتب والكراسات والسندوتيشات بدمائهم الذكية لمجزرة وحشية غاشمة لعدو صهيوني همجي طوال تاريخه البشري وليذهب اكثر من ثلاثون طفلا شهيدا لملائكة في عمر الزهور ولتترك تلك الوحشية والهمجية بصمات وعاهات علي اجساد اكثر من خمسون طفلا ليعيشوا بقية عمرهم مشوهين وباجساد معاقة وعاهات مستديمة .
وما اشبه بحر البقر امس بخان شيخون في سورية اليوم نفس الاهداف ونفس العدو ونفس البصمات ونفس السياسات وما اشبه العدو بالعدو وما اشبه القاصف بالقاصف وما اشبه الاساليب ولكننا درجنا علي عدم الفهم وعدم العقل واعماله وربط الاحداث وتكوين القصة الصحيحة .
الي متي سنظل امة لها أذان ولكن لا يسمعون ولهم اعين ولكن لا يبصرون ولهم قلوب ولكن لا يفقهون . افيقوا ايها العرب قبل فوات الاوان افيقوا قبل ضياع الاوطان افيقوا قبل نهب الثروات وقطع الاشجار والاغصان وتركنا في ارض جدباء نصارع لعق الاحجار .
اليوم اشبه بامس وبحر البقر هي خان شيخون ولكن غدا سيصبح نهر دجلة باجسادنا وليس بكتبنا جسرا تعبر عليه الاعداء ليمزقوا مابقي ويقسموا ما هوي ويدنسوا ما حافظنا عليه وليستبيحوا اعراضنا ولا حمرة خجل في وجهونا .
واعلموا جميعا ان من قصف بحر البقر هو من قصف خان شيخون لانه الوحيد صاحب المصلحة في التناحر والفرقة والتقسيم ولا عزاء للامة العربية .فالعزاء مقتصر علي تشييع الجنازة .