مهندس يواجه البطالة بمسح الأحذية :”محدش بيشتغل بشهادته”

ضاقت في وجهه كل السبل ولم يجد وسيلة للعيش في مجتمع لا يرحم أحدًا سوى حمل صندوق خشبي لتلميع الأحذية يتجول به في الشوارع والميادين، قرر الجلوس منحنيًا أمام أقدام الزبائن لكى يلمع لهم أحذيتهم بدلًا من الذل والمهانة من أجل القليل من العملات المعدنية لسد رمق أسرته.

أنهى عقدين من عمره، قضاهما في التعلم والدراسة، ضرب بشهادته الجامعية عرض الحائط، بعد أن فقد صبره في اللهث وراء وظيفة حكومية أو قطاع خاص بمؤهله، ففي ظل عدم قدرته على العمل بالشهادات التي تلقاها طيلة حياته وبالرغم من حصوله على مؤهل عالٍ لم يجد ملجأ إلا الجلوس على الطرقات لمسح أحذية المارة.

«جمال عبدالله مجاور» يبلغ من العمر 36 عامًا، حاصل على بكالوريوس هندسة زراعية، تبدل به الحال من مهندس إلى ماسح أحذية بأحد ميادين القاهرة.

لديه من الأبناء أربعة، ويقطن بمركز الواسطى محافظة بنى سويف، ولكن ظروف هذه المهنة أبعدته عن أسرته نظرًا لمرونتها وكثرة زبائنها بالقاهرة عن الصعيد، حيث يقيم بأحد أسطح العمارات وبين الحين والآخر يذهب إليهم بحصيلة ما جمعه طيلة هذه الفترة التي قضاها في بعده عنهم.

“أشعر بالسخط وقلة الحيلة حينما تمر هذه المدة دون أن أجنى ربحًا كافيًا لسد حاجة أبنائى وأسرتى خصوصًا في ظل هذا الغلاء الطاحن وارتفاع نفقات المعيشة”، هكذا قال.

يقضى (جمال) معظم يومه جالسًا أمام الصندوق في انتظار أقدام الزبائن، يمسك بإحدى يديه فرشاة مهترئة يمررها بخفة يد ومهارة محترف على حذاء زبونه وباليد الأخرى علبة صبغ «ورنيش» تتناسب مع لون الحذاء وبجواره «فوطة» متهالكة لتلميعها، وفى غضون دقائق ينهى عمله هذا بـ 4 جنيهات فقط.

يتكبد عناء هذه المهنة التي يعمل بها منذ ثلاث سنوات من أجل الكسب الحلال، فبعد أن كان يعمل بمؤهله في أحد مصانع الكيماويات عصفت به رياح الحياة نحو هذه المهنة التي لم يجد غيرها ولم يخجل منها.

عن magda

شاهد أيضاً

وزيرة التضامن الاجتماعي تتابع تداعيات حادث انقلاب أتوبيس المنيا وتوجه بتقديم الدعم العاجل للضحايا وأسرهم

متابعه – ندا حامد  تتابع الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تداعيات حادث انقلاب أتوبيس …