حسام جبر يكتب : جهزوا أحذيتكم وأغلقوا بلاعات المجارى

Loading

عندما تتحدث العاهرات عن الشرف، عندما يتحدث الفاسق عن الورع والتقوى، ليس لك إلا ان تبتسم، ابتسم فأنت فى حضرة أوكار الدعارة الفكرية، حيث يصبح النصاب داعيًا إلى الحق ومغتصب حقوق الناس مدافعًا عنهم، ذلك الزمان الذي لم تصنه الرجال، زمان بقي فيه النطيحة والمتردية فرسان له، وعلى المخلصين الإمتناع او التَعرُض لحملة من التشويه ليس لشئ إلا لحقد دفين عليهم وعلى المجتمع الذى سبق وأطلق حكمه عليهم أنه غير مرغوب فيهم بين الشرفاء أصحاب المواقف والمبادئ حتى وإن أخطأوا فإن لهم فى قلوب الناس ما يشفع لهم.

أتعجب ممن ينصبون أنفسهم لمحاسبة ومراقبة الناس بل والحكم عليهم الواحد تلو الأخر وكأنهم نصبوا من أنفسهم من يرسم للناس كيف يعيشون ورسموا للجميع -متوهمين- خطوط الحياة حتى انه من جهلهم أطلقوا شعارات أبعد ما تكون عن ما يصفون أنفسهم فعندما تجد أحدهم يصف نفسه بل ويصنفها فى صفوف المثقفين بل ويصف الناس كلها بالجهل وينصب نفسه من أولئك الذين يسبون الناس ليل نهار بحجة عدم إتفاقهم فكريًا معه وهو ليس لديه أى نوع من أنوع الفكر سوى الهدم والفرقة فأى فكر تريد أن يلتف الناس حولك أو حول من تدعوا له من أفكار وأشخاص، فهل من المعقول ان تُجبرنى على انك انت الأوحد صاحب الفكر وانا أعلم ان أقصى مبلغ علمك هو محرك البحث جوجل.

أرى أن يبدأ الجميع بمراجعة ومحاسبة نفسه وتذكر أن الحياة التى نعيشها لن نُخلد فيها وان إدعاء الثقافة والمعرفة دون الغير وانك لست من صفوف العامة فتنصب نفسك للحكم على الجميع ما هو إلا مرض يصوره خيال مريض يحتاج إلى علاج فورى قبل ان تتفشي هذة الظاهرة بين جموع أشباه الرجال الذين لا هم لهم سوى التفرقة فمبدأ “فرق تسد” رغم عسكريته وصلابته إلا ان له أصول أرى ان أصحاب هذة الأفكار دائمًا ما يتخذون من هذا المبدأ وسيلة للظهور بين الجميع ودائمًا ما يهبهم الله بقدرة عظيمة على قلب الحقائق وتحويل الكذب الأشر إلى ما هو اشبه بالحقيقة لينخدع فيها أصحاب الأفكار السطحية وعديمى التمييز بل وأحيانًا بعض المثقفين الذين يخشون أن يعودا خطوة للوراء من أجل الحفاظ على مظهرهم أنهم أبدًا لم ينخدعون بهذة المناظر على الرغم من رؤية الجميع لهم منغمرين فى فخ الغرور والمكابرة فى الخطأ ورفض الإعتراف به بل وأحيانًا لمناصرته ومحاولة إثباته بكافة الصور.

أتعجب عندما أرى هذ المثل الدارج “عاتب الـ —- تلهيك واللى فيها تجيبه فيك”، نعم أولئك النوعيات من البشر عافانا الله لا تستطيع ان تتحدث إليهم حتى ولو كنت ناصح أمين فهم لا يمتلكون القدرة على الحوار المفتوح والمواجهات فقط يريد ان يتعامل من بعيد وان يتحكم فى من هو أكبر منه خاصة من عديمى الشخصية والسطحيين كي يسيطر على الجميع ورغم علمه علم اليقين بخسارة الجميع إلا هو فستجده يهاجم الجميع حتى أقرب الأقربين ويكون أول القافزين من المركب عند غرقها محمل الجميع عدا نفسه أخطائه رغم انه يعلم أنه وحده مرتكبها.

يا سادة لا تعاتبوا هذة النوعيات ولا تنتظروا منهم صلاح فقط جهزوا أحذيتكم وأغلقوا بلاعات المجارى.

عن حسام فوزي جبر

شاهد أيضاً

“دور القدوة في بناء الطفل يبدأ من المنزل”.. ندوة بعرض القاهرة للكتاب

متابعه – ندا حامد شهدت قاعة مؤسسات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، المنعقد …