كتبت // سماح رضا
اعتبرت صحيفة “ذي تلغراف” البريطانية أن مقتل محسن فكري شبيه بسيناريو محمد البوعزيزي في تونس، الذي أشعل ثورة الياسمين، خرجت من جانبها صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية لتقارن بين الحدثين معتبرة أن أوجه الشبه غير قائمة كما جاء في مقال للصحيفة البريطانية المذكورة.
ونشر المنبر الإعلامي الفرنسي تحليلا بشأن الموضوع اعتمادا على رأي خبير في العلوم السياسية وأحد المتخصصين في شؤون العالم العربي، أبرز من خلاله أوجه الاختلاف بين ما وقع في تونس سنة 2010 وأفرز سقوط نظام الرئيس زين العابدين بنعلي، وبين ما حدث في المغرب خلال اليومين الماضيين بخروج الآلاف من المغاربة للتظاهر ضد “الحكرة” و”السلطوية”.
وفي رصده لمظاهر الاختلاف بين الحالتين، أشار جون نويل فيري، في حواره مع “لوباريزيان”، إلى أن المظاهرات التي اندلعت في تونس كانت بسبب النظام الديكتاتوري، الذي كان سائدا آنذاك تحت حكم الرئيس بنعلي؛ بينما اعتبر المحلل السياسي أن الحال مختلف تماما في المغرب، حيث جرى إقرار دستور جديد سنة 2011، قبل أن يزيد بالقول: “مسألة شرعية النظام غير مطروحة في المغرب.. وبعض التجاوزات الصادرة عن الإدارة أو جهاز الشرطة تم التخفيف منها بشكل كبير منذ نهاية عهد حكم الملك الحسن الثاني”.
المسيرات الاحتجاجية التي احتضنتها الشوارع الكبرى بالعديد من مناطق المملكة اعتبرها المتخصص في شؤون العالم العربي “مؤشرا على سلامة وصحة المجتمع المغربي”، موضحا ذلك بالقول: “في سنوات الستينيات.. كان الخروج في مظاهرات من هذا النوع أمرا مستحيلا”.
وزاد المتحدث ذاته، في حديثه للصحيفة الفرنسية، أن خروج المغاربة من أجل الاحتجاج في شوارع مرده إلى “بشاعة” الطريقة التي قتل بها فكري، وأضاف أن بائع السمك أصبح بمثابة رمز لطريقة مخزية في تعامل المسؤولين مع المواطن، قبل أن يستطرد: “مثل هذه المآسي لا تمر سلاما على الرأي العام الوطني”.
وفي وقت نبهت فيه العديد من الأطراف الداخلية إلى خطورة هذه الاحتجاجات على استقرار المملكة، قلل الخبير في شؤون العالم العربي، في حديثه مع الصحيفة الفرنسية، من تداعيات المسيرات التي نظمت، معتبرا إياها ردة فعل تعكس مشاعر حقيقة لجزء فقط من الشعب المغربي، الذي اختار النزول إلى الأماكن المخصصة للاحتجاج من أجل التعبير عن استنكاره لمقتل أحد أبنائه