كتبت – ندا حامد
يشهد جناح السعودية المشارك بمعرض القاهرة للكتاب في دورته الثامنة والأربعين؛ إقبالا كبيرا من قبل رواد المعرض مما يؤكد على مكانة المملكة ليس في قلوب المصريين فحسب بل في قلوب الشعوب العربية والإسلامية ؛ من يدرس تاريخ المملكة المشرف ومواقفها الداعمة للقضايا العربية ستزول علامات الدهشة عن سر الاقبال على الجناح السعودي الذي جاء في صورة مبهرة للجميع وبالشكل الذي يليق بحجم ومكانة المملكة السعودية ؛ ولكن الذي يلفت نظر الزائرين عند دخولهم هذا الجناح المنظم هي لوحة فنية معبرة وراقية مدون عليها أشهر المقولات التي قالها ملوك السعودية منها المقولة الشهير للملك عبد العزيز آل سعود ” لا غني عن مصر ولا غني مصر عن العرب ” التي تتصدر اللوحة والتي تعكس مدى متانة العلاقات القوية بين البلدين ؛ وهو مل لفت أنظار الداعية الإسلامي الشهير الدكتور عمرو خالد والذي اعتبر اللوحة بمثابة رسالة عميقة وكبيرة من قبل الجناح السعودي فحواها أن العلاقات المصرية السعودية علاقات خالدة وممتدة عبر التاريخ الطويل.
كما لفتت أنظار الدكتور عبد الحكيم الطحاوي أستاذ التاريخ المعاصر والعلاقات الدولية الذي أكد أن هذه اللوحة التي تضم مقولات ملوك السعودية عن أم الدنيا مصر وحرص القائمين على الجناح السعودي في مقدمتهم الدكتور خالد النامي الملحق الثقافي لسفارة خادم الحرمين الشريفين ودريب الدريبي المشرف على إدارة الجناح ومدير الشئون الثقافية والعلاقات بالملحقية أن تأخذ هذه اللوحة هذه المكانة الكبيرة والموقع المتميز داخل الجناح فهي تؤكد على عمق العلاقات بين مصر والسعودية التي تمتد إلى جذور عميقة في التاريخ، ولعل الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية كان حريصًا على هذه العلاقات وعلى التواصل مع الشعب المصري منذ تأسيس المملكة، وهو ما استمر عليه أبناؤه من بعده وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والواقع أن العلاقات التي تربط بين الشعبين هي في الأساس علاقات اجتماعية من تواصل القبائل العربية على جانب البحر الأحمر وهي العلاقات التي كانت وراء متانة العلاقات السياسية أو العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في كل المجالات وهي التي اشتملت على العلاقات الثقافية التي تعرف جيدًا أن هذه العلاقات لها أسس كبيرة تقوم على التواصل العلمي بين الشعبين منذ إرسال الملك عبد العزيز للبعثات التعليمية إلى مصر، حيث أرسل أول بعثة عقب ضمه إلى الحجاز وتوحيد المملكة ثم توالت البعثات التي حملت معها الثقافة السعودية فكانت علاقات ثقافية بدأت منذ ذلك وامتدت مؤثراتها إلى اليوم.
وكان الجناح السعودي الذي يشهد اقبالا غير عادي فتح ابوابه للزئرين ليتلمسون جزءا من كسوة الكعبة التي ستعلق هذا العام فضلا عن توزيع مياه زمزم لجميع الزائرين بلا استثناء وهدايا الاعلام ذو الوجهين المصري والسعودية لتؤكد للجميع على عمق العلاقات الكبيرة بين البلدين .