شاهد .. جثمان الفنان الراحل عبد الحليم حافظ بمسجد عمر مكرم

وكان من المقرر أن ينقل جثمان الراحل إلى مستشفى المعادي، ومنها في الصباح إلى مسجد عمر مكرم، لكن هذا التدبير قد اختصر، حيث أمر الشيخ محمد متولي الشعراوي، وزير الأوقاف وقتها، بفتح المسجد طوال الليل ليسجى فيه الجثمان.

واتخذت ترتيبات خاصة لتشييع جنازة عبدالحليم إلى مثواه الأخير، وعند الساعة الحادية عشرة تمامًا حمل بعض الفنانين نعش الفقيد من داخل المسجد بعد أن تمت الصلاة عليه، ثم وضع في سيارة مكشوفة لونها أخضر وغطيت بالزهور من جوانبها بينما ارتفعت على أعلاهاصورة لعبدالحليم، من أول فيلم مثله للسينما وهو «لحن الوفاء» وكان النعش مجللًا بالحرير الفضي وملفوفًا بالعلم المصري.

و سارت جنازة حليم خطوة خطوة من جامع عمرمكرم، إلى ميدان التحرير حتى جامع شركس، وكانت أمواج هائلة من البشر تحاول اختراق الدائرة للوصول إلى النعش لكن المشهد كان مؤَمّنا بشكل كبير فكانت تواجه تلك المحاولات بالردع ، محافظةً على جلال الموقف، و هيبة الموت و استمر سير الجنازة في الشوارع المحددة و اختلطت أصوات نحيب نسائية وانفعالات مؤثرة لمئات الألوف من الشبان .

وكان في مقدمة المشيعين السيد عز الدين جلال، نائبًا عن رئيس الجمهورية أنور السادات، والسيد ممدوح سالم، رئيس الوزراء و باقي الوزراء، بالإضافة إلى عدد كبير من السفراء العرب .

وجدير بالذكر شارك عدد من الفنانين في ذلك المشهد المهيب ، أصواتهم مختلطة بشهقات البكاء بينهم بليغ حمدي، محمد الموجي، محمد سلطان، حسين كمال، حسن الإمام، ومحامي عبد الحليم ، مجدي العمروسي ، و اما الموسيقار محمد عبدالوهاب، فقد تخلف عن السير خلف النعش بأمر الأطباء فلقد اصابته صدمة قوية لدى سماعه النبأ المفجع بمكالمة هاتفية من زوجته السيدة نهلة القدسي، بعد أن كان الخدم قد أخفوا عنه حتى صحف الصباح.

ويذكر أن نادية لطفي، الفنانة الوحيدة التي اشتركت في الجنازة على الرغم من طلب أسرة الفقيد عدم اشتراك الفنانات حتى لا يتعرضن لزحام المعجبين .