بقلم دكتور محمد أشرف
في كل يوم تجتاج امتنا العربية والإسلامية أحداثا متجددة ، ينصب إطارها تحت مايسمي التطرف الفكري ، لا أريد أن أبدأ بعنوان صادم للكثير من شرح لمفهوم النمطية السائدة الأن في مجتمعاتنا ، ولكن أود أن انظر في صمت خفي لما أراه واقعاً في عمقنا الفكري ، بلد كمصر بها من الثقافات والمذاهب والأديان، والأفكار المتأرجحة تحاه اليمين أو تجاه اليسار ،فالثقافة الموجودة في بلادنا هي ثقافة التعدد والتعايش الذي يقترض أنه سلمي مع الأخر ،هذا تنظير بسيط كبداية لما أرد الحديث عنه ، ولكن ما يلفت الانتباه هو نمطية الرؤية السائدة لدي الكثير في واقعنا الثقافي ، أحيانًا أؤمن بأن المثقين هم أمل هذه الأمة بفهمهم العميق القائم علي التبحر في كل مجال ، وأحيانًا أخري يتغير هذا الإيمان إلي الإنعكاسية المضادة ،فأعتقد أن المثقفين هم عالة علي الوطن جراء أنهم باعوا ثقافتهم وعمقها لمن يدفع لهم أكثر ، من هذه الناحية أري التطرف الفكري في هذا الجانب قد وصل لمداه، من خلال فقد مصداقية التثقف ، يصبح مثقفًا جمعًا للمال والشهرة الزائفة والمنصب المرموق ، ويدعي بثقافته أنه يجدد أو أنه رائد التنويرين في العصر الحديث، بلا أدني منهجية أو أي إنتاج ثقافي أو علمي ، هذه الحالة عند مواجهة الفكرة التي يدعوا اليها كفكرة تنويرية ، نجد أنها قد إنهارت في مقابل سيارة فارهة ، أو خلال برنامج للتوك شو يعود عليه رصيده البنكي بالزياده الزائفة ،وهذه السيارة الفارهة والرصيد البنكي القابل للزياده في كل لحظه ، يحيي فكرة تجديد النمطية ، لاشيء ،وليس وصولا لشيئ، بين هذا التنظير الوصفي لفئة باعت لمن يدفع أكثر ، نجد مايظهر علي الساحة الاعلامية والثقافية أصحاب الفهم المنغلق والرأي الواحد ويدعي أنه المجدد، أي تجديدفي نقل رأي واحد، أعلم أننا نحتاج إلي تجديد الخطاب الديني وهذه الحاجه واجبة ، ولكن هل التجديد بهدم الفكر التراثي بالكلية دون منهج علمي ،أو لابد من مناقشة فكرية متجردة ، بين هذه النمطية الثفافية ، وبين هذا الفهم المنغلق الحائز علي شو االثقافة في الرأي العام ، يظهر علينا الدواعش والجماعات المتطرفة ، وتريد أن يكون لها نصيب من الثقافة الزائفة ، ولكن هذه الثقافة في هذه اللحظة ،أصبحت ثقافة القتل والتفجير ، وهدم الإنسان وعدم احترام أدميته ، حتي وصل الأمر في بورما بذبح الأبرياء وتقتيل المستضعفين سيرًا علي نهج الثقافة الزائفة ، والدليل علي ذلك أن الذي يأخذ نوبل للسلام هو بنفسه من يحرض علي القتل في بورما ، هذه ثقافات مباعة بثمن بخس ، لا فائدة منها طالما كان المقصد هو المتاجرة بألام الإنسان ، أو المتاجرة بالتثقف المنقول بلا أي وعي يذكر أو منهج علمي متبع ، ونتيجة هذه التثقف الخائن تعذيب الإنسان وقتله وتفجيره بلا أي ذنب يذكر ، إذن فلابد من القضاء جذريًا علي نمطية الرؤية والفهم المنغلق .