بقلم
شرين صليب
الوقاية خير من العلاج مقولة نرددها كثيراً منذ الصغر وكنا نجدها علي غلاف الكتب المدرسية، وكانت بغرض الحرص علي صحتنا كطلبة وأسرة من الأمراض. ولكن لو تأملنا في مشاكل البيئة والصحة في مصر تجد أنها دولة لا تفقه في الوقاية شيئًا ولكنها تنتظر حتي يتفشي المرض ويصبح آفة تضرب المجتمع وقتها تلجأ للعلاج الذي يكلف المليارات.
نحن كمجتمع لا نفكر في الوقاية بل ننتظر حتى نصل للعلاج، فانظر حولك تجد أن كثير من المناطق الشعبية والقري في مصر مياة الشرب فيها ملوثة كلمة قليلة عليها ولكنها تحتوي علي معادن سامة كالرصاص فتسببت في انتشار الفشل الكلوي، بعيداً أن صحة المريض تدهورت لكن بفكر الدولة تلجأ لعمل مراكز غسيل للكلي يجلس المريض حوالي 3 ساعات مرتين او ثلات مرات أسبوعياً من وجهة نظرها أنها تقوم بدورها ولكن كم تتكلف الدولة لعمل هذه المراكز للعلاج بالمجأن؟ فالمليارات تصرفها ولكن لو فكرنا بأن تنشئ داخل كل منطقة او قرية محطة تنقية أو ما يشبه بالفلتر الكبير سيكون أفضل وأوفر ، أفضل لأنك ساعدت في حماية الناس من الاصابة وأوفر فإن عمل محطة التنقية هو مكلف ولكنه مقارنة باستيراد الأدوية والأجهزة أوفر بكثير. وقيس علي ذلك أمراض كثيرة كفيروس C الذي كانت بدايته تطعيم الناس ضد البلهارسيا بنفس السرنجة فنقل دم ملوث أصاب الكثير به. ومرض السرطان الذي انتشر كالانفلونزا فالكثير يعرف أن كل ما نأكله من خضروات وفاكهة بها مبيدات مسرطنة وقد تم التحقيق مع وزير الزراعة في الاعوام الماضية وليس ذلك فقط بل منتجات الالبان التي تحتوي علي نكهات الفاكهة تحتوي علي مادة تسبب مرض السرطان والدولة ووزراة الصحة تعلم جيدا مخاطرها ومع ذلك تجد أنه تحت إشرافها ربما لأن صاحب المصنع يدفع مبلغ وقدره للحصول علي الترخيص وكدولة فقيرة توافق كفرصة ذهبية وأن كان علي حساب صحة أبناءها. ونعود ونجمع تبرعات لمستشفيات علاج السرطان ويدفع رجال الأعمال وأصحاب المصانع مبالغ ويظهروا علي وسائل الإعلام بأنهم ملائكة ويقدمون الخير وهم السبب فيه. بعيدا عن المليارات التي تصرفها الدولة علي بناء المستشفيات والعلاج فهناك صحة فرد في أسرة ممكن في أي وقت أن تفقده ربما يكون رب الأسرة أو الأم أو الأبن فتحدث عواقب مجتمعية أخري يكفي أنه يحدث خلل في منظومة العائلة. فنحن دولة بحاجة إلي حُكام أمناء لديهم الضمير ويتكاتفوا معا لمصلحة بلادهم. فضرب التعليم والصحة في أي مجتمع هو تعجيز لارادته فطالما لا يوجد فكر ولا صحة كيف يستطيع المواجهة؟ ولعلك تنظر فتجد إلي أي مدي انتشر الجهل والمرض في مجتمعنا!. وحتي لجأت للإعلام لعمل حملات توعية في كافة الأمراض ولكن بعد فوات الآوان لأن المشكلة تكمن أننا كشعب جاهل لا يملك ثقافة الوقاية التي كان يجب غرسها فينا منذ الصغر.
ونوع أخر من اللا وقاية هو حوادث الطرق والقطارات يوميا وتمثل نسبة كبيرة من أسباب الوفاة مصر، فكل ماتقوم به الدولة أنها تتدفع مبلغ مادي كتعويض لأسرة الضحية وكأن المال سيعيده لهم. فبدلا من أن تقوم باستغلال الأموال في اصلاح الطرق والقطارات بصورة مقننة لتكون آمنة تدفعها لأهل الضحية حتي تصمت. وكل ماتقوم به هو عزل المسؤل ولكن المشكلة الاساسية لم تحل والدليل أنها تتكرر بتغير المسؤل فالشكل يتغير ولكن السياسة واحدة. وشكل آخر هو إنفاق الدولة مليارات على استصلاح الصحراء لزراعتها وفي المقابل يتم الاعتداء علي الأراضي الزراعية وبناءها كسكن أو مزراع للبط أو السمك نتيجة إهمال الدولة للفلاح بارتفاع أسعار الأسمدة وانخفاض ثمن المحصول فيخسر المزارع ويجد تحويل الأرض لمزراع أو بناءها عمارة سكنية مربح أكثر. فلو وقفت الحكومة بجانب الفلاح وتزويده بالاحتياجات اللازمة لتشجيعه علي الزراعة أوفر من استصلاح الصحراء بالإضافة أن جودة المزروعات أحسن.
هناك الكثير من مظاهر الحياة في مجتمعنا الدولة لا تسعي للوقاية فيها فكل وزارة تسعي في خطي منفصلة مع العلم أنهم مرتبطين معا واذا تعاونوا لتم حل الكثير. ولكننا نرغب في كل ما هو مدمر ومكلف وبحاجة أكثر لثقافة مجتمعية شاملة.