بين الدين والفلسفة

Loading

في بداية هذا المقال أود أن أبرز حاجة البشرية إلي الدين ،فالتاريخ الإنساني كله شهد هناك مظاهر كثيرة للتدين سواء كانت أديان وضعية أم سماوية ،فلو تتبعنا أقدم الأدلة على الاعتقادات الدينية منذ مئات الآلاف من السنين وخاصةً في العصر الحجري الأوسط والأسفل.نجدأن هناك إشارات من علماء الآثار إلى المدافن العالمية القديمة للأناس البدائيين -والتي يبلغ عمرها أكثر من 300,000 سنة- على أنها أدلة على وجود الأديان منذ سالف الأزمان. وهناك دليل آخر يتمثل في القطع الأثرية الرمزية البدائية القديمة في مواقع العصر الحجري الأوسط التاريخية بأفريقيا. ، هذه المعتقدات الدنية منذ بداية الإنسان تبين أن الإنسان ارتبط بالدين من خلال واقع أراد أن يعيشه يتمثل في إله خالق وله مطلق التصرف في الكون وايجاد الأشياء من العدم، من هذا المنطلق فاءن الانسان بحاجة إلي الدين في جميع أحيانه ، فلدين، مصطلح يطلق على مجموعة من الأفكار والعقائد التي توضح حسب أفكار معتنقيها الغاية من الحياة والكون، كما يعرّف عادة بأنه الاعتقاد المرتبط بما وراء الطبيعةوالإلهيات، كما يرتبط بالأخلاق ، الممارسات والمؤسسات المرتبطة بذلك الاعتقاد. ، وقد عرّفه البعض على أنه المجموع العام للإجابات التي تفسر علاقة البشر بالكون.
والإسلام يشير إلى الدين الذي اتى به النبي محمد صلي الله عليه وسلم وهو الدين المهيمن في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا في العالم من حيث عدد المعتنقين . ونحن المسلمون نؤمن أن الإسلام آخر الرسالات السماوية هو ناسخ لما قبله من الديانات؛ كما نؤمن بأن محمدًا رسول من عند الله، وخاتم الأنبياء والمرسلين؛ وأن الله أرسله إلى الثقلين (الجن والإنس). ومن أسس العقيدة الإسلامية الإيمان بوجود إله واحد لا شريك له هو الله، وكذلك الإيمان بجميع الأنبياء والرسل الذين أرسلوا إلى البشرية قبل محمد، كالنبي إبراهيم ويوسف وموسى والمسيح عيسى بن مريم وغيرهم كثير ممن ذكر في القرآن أو لم يُذكر، وأنهم جميعًا ، اتبعوا الحنيفية، ملة إبراهيم عليه السلام ، والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم الله كي ينشروها للناس، كالزبور والتوراة والإنجيل.،إذن فاعتقاد الناس تجاه الدين ينطلق من معتقدهم تجاه مقدس لايقبل المساس به ، والذي أود أن أقوله في هذا المقال أن الدين باق ببقاء الإنسان علي ظهر الكوكب الأرضي ، وأن الناس يحتاجون إلي الدين في كل وقت،و حاجة الناس إلي الدين تتمثل في معاني التسامح والرحمة والعدل والإخاء والوفاء باالعهد وإن كانت هذه المعاني تندرج تحت الأطر الأخلاقية علي مر الزمان، إلا أن الإنطلاق من المقدس في ثوابت أخلاقية يكون له بالغ الأثر علي حياة الناس ،والفلسفة لاتصطدم مع الدين إذا فهمت غايته ، لأن الدين أعلي من العقل بتفكره في عظيم المخلوقات ونعم الله في خلقه علي عباده ،فلاتصادم بينهم إذا فهم مقصد الدين، ودور العقل الإيجابي ،وكما قال فرنسيس بيكون “قليل من الفلسفة يجعل الناس ملحدين، وقدر كبير منها يجعلهم مؤمنين ” فالقليل من الفلسفة ينزع بعقل الإنسان إلى الإلحاد ولكن التعمق فيها ينتهي بعقول الناس إلى الايمان،لأن عقل الانسان عندما ينظر إلى الأسباب الثانوية المبعثرة قد يتوقف عندها ولا يتجاوزها، ولكن عندما يشاهد تسلسلها واتحادها، واتصالها بعضها بعضا ينتهي بذلك إلى الايمان بوجود العناية الإهية. ولكن للأسف فقلة الإكتراث بالدين في زماننا تعود إلى كثرة المذاهب والإنقسامات الدينية التي تؤدي إلى التعصب، كما أن الإنقسامات الدينية هذه تؤدي إلى بعد الناس عن الدين ،لذا فالواجب علي من يعرض الدين علي الناس ، أن يفهم حقائق الدين وغايته وأن لايهمل دور العقل في فهم القيم العظيمة في الدين ،حتي يتحقق ميزان العدالة الوجدانية والعقلانية ،في زمن يحتاج فيه الناس إلي العودة إلي قيم الدين بفهم صحيح..

مقال/محمد أشرف

عن adel

شاهد أيضاً

حسام فوزي جبر يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد أصحاب ولا أعز

تقدم الكاتب الصحفي والإعلامي حسام فوزي جبر، ببلاغًا للنائب العام المستشار حمادة الصاوى، وذلك عبر …