الروضة ودير الأنبا صموئيل

Loading


كتب – أحمد نجيب كشك

حادث المنيا الإرهابي، والذي راح ضحيته عدد من أشقائنا المسيحيين بالوطن، فبينما هم عزل مستأمنون على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم بين ظهرانينا ويمارسون عاداتهم ومعتقداتهم وعباداتهم، إذ برصاص الغدر يسرق حياة بعضهم ويصيب البعض الآخر بكل وحشية وضراوة ليتركهم بعد ذلك بين قتيل ومصاب.
حينما سمعت هذا الخبر وشاهدت صور المصابين والقتلى، تبادر إلى ذهني مباشرة صورة مماثلة لمجزرة بشعة سابقة، فما أحداث التفجير الإرهابي في مسجد الروضة بالعريش منا ببعيد، هؤلاء الذين تم استهدافهم وقت صلاة الجمعة، وفي يوم عيد وفرح المسلمين الأسبوعي، والذي استحل فيه هؤلاء الشرذمة خوارج العصر حرمة بيت الله وحرمة دماء المسلمين وحرمة المصاحف التي حرقت ومزقت وتناثرت أوراقها في كل مكان، دون أي رحمة أو خوف من الله تعالى.
ومابين هذا وذاك يتأكد لي يوما بعد يوم أن هؤلاء القتلة ما هم إلا مجرد عصابات مأجورة منحرفة مجرمة، لا تعرف دينا كما تدعي ولا تنتمي لوطن، فليس من العجيب على هؤلاء قتل المسلمين بالمسجد وهم يؤدون مناسك نفس الدين الذي يزعمون الانتماء له ورفع لوائه زورا وبهتانا “وهو بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب” أن تطوع لهم أنفسهم قتل غير المسلمين هكذا وبكل بساطة، فهؤلاء لا يتحركون أبدا من وازع ديني كما يزعمون، وإنما تحركهم المصالح والأموال وفقط، ليتضح لنا مباشرة أهدافهم الدنيئة ضد هذا البلد الآمن.
إن مصر قد استعصت على مثل هؤلاء القتلة السفاحين المتعطشين للدماء، والذي فاقت أفعالهم أفعال التتار في سائر بلاد ثورات “الخراب العبري” كما رأينا وشاهدنا رأي العين، وحينما فشلوا في إسقاط مصر في نفس البئر الذي سقطت فيه سوريا واليمن وليبيا جن جنونهم، وكلما حققت الدولة تقدما في أي مجال من المجالات، ازداد حقدهم وسخطهم على هذه الدولة وأهلها، فهؤلاء لا يريدون إلا تدمير هذا البلد وتعطيل مسيرته التي انطلقت وإن شاء الله لن تتوقف نحو التقدم والازدهار، وما هم إلا أداة في يد أعداء هذه الأمة لتنفيذ مخططاتهم ضد هذا البلد، وهو الأمر الذي لن تناله أيديهم بإذن الله ولا حتى في أحلامهم، فهذا البلد الذي رسم عليه النيل علامة النصر، وتكفل الله تعالى بحفظه وأمنه ورعايته لن تستطيع كل قوى الشر ولو اجتمعت على قلب رجل واحد على أن تغير هذا المصير أبدا.
وينبغي أن ينتبه المصريون لما يدار ويحاك ضد بلادهم، ويجب عليهم أن يثبتوا ويصبروا في وسط تلك الظروف القاسية التي نمر بها من أزمات ومشكلات، ولابد أن يقفوا وراء قيادتهم بكل قوة، واثقين بقدرتهم على تخطي ومواجهة كل تلك الأزمات، بالإضافة إلى ضرورة الإنتباه من قبل المسؤولين لمثل هذه الأمور حتى لا تتكرر ونفجع مرة أخرى.

عن حسام فوزي جبر

شاهد أيضاً

حسام فوزي جبر يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد أصحاب ولا أعز

تقدم الكاتب الصحفي والإعلامي حسام فوزي جبر، ببلاغًا للنائب العام المستشار حمادة الصاوى، وذلك عبر …