الطب أم البيزنس…(مصر أم األمانيا)… الوطن أم الغربة بقلم محمد أبوهرجة

Loading

ربما اتحدث عن ملف شائك يوجع قلبي.. لانه يتعلق بصراع حتي الآن لم استطع حسمه… الطب ام البيزنس..
الوطن ام الغربه… ولاني مضطر ان انقل رؤيتي لكثيرين.فلابد لي ان اعترف او اقص….كثير من القناعات والاطروحات….
عشت علي ارض هذا الوطن الحبيب.. وقد اخترت مهنه ساميه وتخصص ربما لا يعرف قدره الكثير وهو مجال الصدر والحساسيه والذي فيه عجز شديد في المانيا…
فالمانيا او دول اوروبا تكاليف دراسه الطب بها باهظه جدا فنجد اعداد الاطباء ليست بالعدد الكبير . ونجدهم يميلون الي تخصصات التدخلات مثل الجراحات والعظام
والاورام… وهناك نقص باطباء الباطنه ونقص شديد في اطباء الصدر والعنايه المركزه… وهذا سمح لي التجول بين اكثر من مستشفي ما بين الجامعي او الخاص…وقد اثار فضولي ان المواطنين يتلقون العلاج سواء في الحكومي او الخاص بدون اي تكلفه لان نظام التأمين يكفل العلاج والدوله هي من يسدد .. وضحكت حين رأيت تنافس بين الحكومي والخاص في تقديم الخدمه….وحين ذهبت لاحد اكبر المستشفيات الخاصه في المانيا… وتناقشت مع صاحب المستشفي عن فكرته ورؤيته وجدت انه يعطي كافه الخدمات للمواطن الالماني بدون تكلفه لانه مؤمن عليه.. ولكن قدر الاستفاده ياتي الاجانب الذين يدفعون مباشره وغالبيتهم من دول الخليج….وكانت اولي انطباعاتي عن فكره السياحه العلاجيه… وخطرت لي فكره عن تاسيسي شركه للخدمات الطبيه..تقوم بعمل كل الخدمات للوافد العربي بدا من حجز الفنادق والتنقلات والترجمه وحجز مواعيد الاطباء.. ولكنني ادركت ان لغه البيزنس هي من ستقودني.. وهي ليست من ضمن قناعاتي ….تجولت في انحاء المستشفي ورأيت فعلا تطبيق الاكواد الطبيه
وسريه ملفات المرضي بصرامه شديده.. اي تطبيق فكر الجوده الطبيه الشامله كما درستها هنا في مصر بكل خطواتها….ربما كان الطريق ممهدا لي اما ان اختار ان اكمل في مهنه الطب واستكمل تعلم اللغه واعيش حياه شديده الهدوء… او ان ادخل في عالم البيزنس والشركات.. ولاعجاب صاحب المستشفي الخاصه بافكاري
طلب من ان اقضي فتره تدريبه بمستشفاه….علي اسلوب الاداره ..وقلت له تن اساليبكم ربما ناجحه لان لكم ثقافتكم ولكننا ايضا لنا ثقافتنا فاساليب الاداره الناجحه هي خليط …لاختلاف الثقافات واختلاف الموارد … ويبقي اتخاذ القرار المناسب هو مقياس النجاح خاصه بالنسبه لعنصر الزمن وتوفر الخيارات والموارد…
اخترت قراري ان اعود الي احضان وطني مصر…وقد قضيت ثمان سنوات في القري وبين احضان البسطاء سواء الاغنياء او الفقراء…
كثير ما انقطعت الكهرباء او تعطلت سيارتي فقد كنت اذهب الي قريتين من قري زفتي واقطع مسافه تستغرق ساعه يوميا…اذهب واستمع الي معاناه مرضاي…
الصحيه والنفسيه والاجتماعيه…واري بعيني بيزنس المستشفيات الخاصه .. وتدهور الخدمه الصحيه في المستشفيات الحكوميه والجامعيه لفساد الاداره والمحسوبيه وسوء استغلال الموارد والتربح من دماء البسطاء…وانا لا اعمم ولكننا نعيش واقع حقيقي…
ولاننا في مصر هناك فجوه كبيره بين ما ندرسه وما نطبقه….حدث تدني كبير …. وتحولت مهنه الطب الي بيزنس عند كثيرين… وتحول من لا يمارسون المهنه واختاروا المجال الاداري الي اداه للتعقيد وفرض البيروقراطيه…..والعمل علي محاربه شباب الاطباء الموهوبين والدارسيين خوفا علي مناصبهم…
ولحبي لهذا الوطن قررت ان استقر فتره عسي ان اقدم شيء سواء كانت افكار او رؤي قابله للتطبيق في المنظومه الصحيه سواء في المستشفيات او الوحدات الصحيه…ورأيت الدوله جاده فعلا .. وتريد التغيير ولكنها تواجه بجيل من الفاسدين يعيقون كل شيء ولا يريدون الا مناصبهم … لذلك فعندي يقين ان وطننا سينهض وسنري خدمه صحيه حقيقه… تلائم مواردنا وقدراتنا.. ربما يعتقد البعض انني احلم… ولكنها حقيقه اراها جليه…
حينها ساعود راضيا الي اوروبا .. لاعمل شيء ايضا لوطني وهو البيزنس ولكنه وهذه المره ليس في مجال الطب….ولكنه في مجال اخر…….
حفظ الله وطننا مصر….

عن حسام فوزي جبر

شاهد أيضاً

حسام فوزي جبر يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد أصحاب ولا أعز

تقدم الكاتب الصحفي والإعلامي حسام فوزي جبر، ببلاغًا للنائب العام المستشار حمادة الصاوى، وذلك عبر …