بقلم – أحمد الغول
ما إن تفتح بعض مواقع التواصل الإلكتروني أو تبحث في محرك البحث قوقل تجد مباشرة، شاهد فضيحة فتاة في أحد الفنادق.. شاهد امرأة كذا وكذا ، شاهد شاب مسحور يصرخ وينادي على معشوقته في مطار كذا وكذا.. شاهد رجل يغازل فتاة. شاهد وشاهد وشاهد ..
بالأمس اكتشفت شيء عجيب من شخص يدعي الأخوة والصداقة لي، قبل فترة كبيرة تواصل معي على الواتس من رقم آخر غير رقمه الأساسي المسجل عندي، وتواصل معي على أنه امرأة معجبة بمقالاتي وخواطري، وبعد فترة وجدته يرسل لي بعض الخواطر الرومنسية ، كنت لا أرد عليها، وبعد فترة أرسل لي صورة لامرأة فاتنة، فسألته من صاحبة الصورة ؟ فقال أنا .
قلت له ولماذا ترسلها لي؟ فأجاب هل أعجبتك؟
فقلت له وإن أعجبتني فماذا بعد ذلك، فقال لاشيء، فقط من إعجابي بك وحبي لك أحببت أن تتعرف علي أكثر، فحظرت الرقم دون أي رد، وانتهى موضوع الرقم الآخر .
وبعد بضعة أيام تواصل معي الشخص نفسه من رقمه الأساسي وأرسل رقمه الآخر، سائلاً هل تعرف صاحب هذا الرقم؟
فقلت: نعم، هذا رقم امرأة كيف وصل إليك؟
فقال: هذا رقمي الآخر وأنا الذي تواصلت معك من هذا الرقم لكي أختبرك وأعرف هل ما تنشره في مقالاتك وخواطرك من أخلاق نبيلة هو نفس مبادئك في حياتك الخاصة !!
ارسلتله أخي الكريم:
لا يحق لك ما فعلته معي واترك النوايا لله وهو وحده المحاسب عليها، ومن الخلق النبيل أن يكون طبعك حُسن الظن بالآخرين، فلا شيء يحفظ كيان المجتمع وترابطه وبنيانه وعلاقات الناس والجيران مع بعضهم بعضاً كالستر، ولولاه لتشاحن الناس وتمزقت أواصر الود والاحترام.. وانتهى موضوع الرقم الآخر !!
ومن هذه القصة أنشر لكم حكمة تقول:
” أيشيءمستورلاتحاولأنتكشفه “.. يعني لا تحاول أن تبحث عن الوجه الآخر لأي شخص، حتى لو كنت متأكد بأنه سيّء، يكفي أنه احترمك وأظهر لك الجانب الأفضل منه، فلكلٍّ مِنّا جانب سيّء يتحاشاه حتى مع نفسه ..
تـرويـقـة
هل تناسينا أن ديننا واخلاقنا يأمراننا بأن لا نهتك ستراً أو نفضح أحداً مهما كان سيئاً، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)، إذاً علينا نشر ثقافة الستر، وأن لا نبرر لأنفسنا نشر فضائح الناس ..
ومـضـة
الاشتغال بسرائر الناس، يفتح باب سوء الظن وظلم الخَلق ، فلنمتثل دائماً بقوله تعالى: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) ..