حسام فوزي جبر يكتب .. محافظ الغربية وجولات الشو الإعلامي

Loading

تفاءل الجميع عقب تعيين الدكتور طارق رحمي، رئيس جامعة قناة السويس السابق، محافظًا للغربية، لما لا فهو رجل أكاديمي باحث مثقف تدرج إداريًا حتي تم إختياره رئيسًا لجامعة قناة السويس، ونجح في الفترة التي قضاها كرئيس للجامعة ان يلفت أنظار القيادات حتي تم إختياره محافظًا لمحافظة هامة كالغربية ليحمل تركة كبيرة وارث ثقيل خلف رجال أفاضل من الجنرالات السابقين له مباشر هما اللواء احمد ضيف صقر المحافظ الأسبق، واللواء مهندس هشام السعيد المحافظ السابق، والجميع له ما له وعليه ما عليه، ولكن يقينًا المحافظة تحتاج عما دؤب ليلًا ونهارًا لما تفتقده من خدمات وتحتاجه من إنتاج وإخلاص علي كافة المستويات.
وبالفعل عندما تسلم رحمي، المهمة وجدناه رجلًا نشيطًا يقوم بزيارات مفاجئة لكافة الجهات ولا يصطحب معه أيًا من موظفي الديوان ولا المصورين وقام بعدة جولات نتج عنها استعدادات كل الإدارات للزيارات المفاجئة وهي نقطة ايجابية رائعة وان نتج عنا اخطاء ادارية وقع فيها المحافظ لقلة خبرته في المحليات كالتشطيب في دفتر حضور الموظفين قبل موعد حضورهم بأكثر من نصف ساعة لا لشئ الا لانه استيقظ من نومه مبكرًا وقرر جولته قبل موعد الدوام الرسمي ووقع جزاءات علي المتأخرين الذين لم يتأخروا بحكم القانون ثم عاد وتراجع.
في اول يوم حضر رحمي لديوان عام المحافظة، فتح بابه لإستقبال المهنئين ومنهم الزملاء الصحفيين والعاملين بالعمل الاعلامي ووعدهم بحسن التعاون والعمل والشفافية وتعاهد الجميع علي بذل المجهود اللازم من اجل التعاون وإظهار المحافظة بالشكل اللائق الذي تستحقه وألا يستبق احد الأحداث ويسير العمل بشكل هادئ بمساندة الجميع، وهو بالفعل ما تم خلال اول ايام عمل محافظ الغربية الجديد، ثم كانت الشرارة الاولي لأزمة بين الصحفيين والمحافظ حين دعاهم لإجتماع وتأخر اكثر من ساعة مما دفع الزملاء لمغادرة مكان الاجتماع فورًا ليتم عقد إجتماع آخر بعده لرأب الصدع ووجه المحافظ إعتذاره وقدم مبرراته في التخلف عن الاجتماع السابق.
وسط كل هذا كانت الأمور تبدو طبيعية وواردة وأمر لا يحدث اي أزمات ولكن وبمبدأ “تخلص من حمامك القديم” قام محافظ الغربية بإجراء صيانة لمكتبه بديوان عام المحافظة جاري العمل به حتي الان منذ اكثر من شهرين ليُعدل كل شئ في مكتبه ويُجهزه كأحسن ما يكون ورغم ان التكلفة كبيرة وفي غير وقتها ولكن طالما الأجهزة الرقابية قد وافقت فلا مانع ولا نملك حتي حق الرفض، ولكن تحول الامر من محافظ الغربية لأن تخلص من كل العاملين بمحيط مكتبه بداية من مدير المكتب مرورًا بالإطاحة بالعلاقات العامة والإعلام وانتداب أشخاص من خارج المحافظة -لهم كل الاحترام والتقدير- للعمل معه داخل المحافظة وكأن المحافظة لا يوجد بها شخص مناسب ليبقي في مكانه فأكثر من ٣٠ موظف تم نقلهم والإطاحة بهم من اماكنهم لاماكن اخري خارج وداخل لديوان العام للمحافظة.
وطالما كل هذة التصرفات قانونية فمن حق محافظ الإقليم وقائده ان يقوم بما يحلو له ولكن تحوله من العمل الميداني إلي ما يمكن تسميته “الشو الميداني” و”صورني وانا مش واخد بالي” فمحافظ الغربية يذهب في جولاته لأكثر من ثلاث مراكز في اليوم يمكث في كل مركز من دقيقتين إلي خمس دقائق مستعينًا بفريق للتصوير والإخراج – جميعهم أصدقاء وعلي العين والرأس- ليبرز حجم مجهوده وجولاته فماذا سيُقدم لمركز في دقائق وماذا سيتابع، وهل مصاريف زيارته للمركز والمدينة ومعه هذا الموكب العملاق وجيشه من الاعلام مناسب لما يقوم به وهل صورة علي باب مدرسة او مستشفي او منشأة حكومية تتكلف كل هذة المصاريف والضجة المثارة حولها.
محافظ الغربية دشن ستويو داخل الديوان العام ليُخرج له أفلام تبرز جولاته التي لا فائدة منها سوي الخروج بهذا الفيديو فالسير داخل شوارع مراكز المحافظة الثمانية ليس إنجازًا يُحسب للمحافظ، لان بإنتهاء جولته التي لا تتعدى دقائق يعود الوضع لأسوأ مما كان ويعود المحافظ وجيشه الاعلامي الي الديوان العام بالمحافظة ليُصدروا إلينا فيديو يوثق كيف قضي المحافظ اليوم في شوارع المدن والقري رغم انه من الممكن تكون مدة الفيديو هي المدة الفعلية للجولة.
ونجح المحافظ بكل اسف في فصل نفسه عن المجتمع المحيط به وأصبح تواصله من خلال فيديوهات صفحة المحافظة التي يتم إخراجها بعناية من مادة محدودة يتم تصويرها بأكثر من زاوية لزيادة وقت الفيديو او من خلال مداخلات تليفزيونية لقنوات بعينها حسب توجيهات القيادات الإعلامية التي استعان بها من خارج المحافظة وأصبح المحافظ بكل أسف محافظ “الشو الاعلامي” فقط كل ما يهمه هو الحصول علي اللقطة ليس إلا بل وساءت حالة المحافظة وتدنت من قمامة وشوارع وزحام وأصبح شغله الشاغل وهمه هو الظهور في فيديوهات الصفحة او علي احد الفضائيات ليُثبت انه في حالة عمل مستمر رافضًا حتي الرد علي استفسارات المواطنين او حتي صحفيو المحافظة من التابعين للمؤسسات الصحفية الكبري، متمسكًا بالتعامل من خلال الإنترنت رافضًا اي تجاوب مع المشاكل التي تُعرض عليه، بل وظهر في بعض الفيديوهات متلفظًا بألفاظ لا تصدر من عالم أكاديمي فاضل مثل “هاتولي الولد ده” لرجل رب أسرة مُخالف نعم يستحق العقاب لا الإهانة.
وبكل اسف نما الي علمنا ان ما يقوم به المحافظ هي الوصفة السحرية التي وصفها له احد المقربين ليكون ضمن بؤرة الاهتمام للوصول لمنصب وزير في اول تعديل او تغيير وزاري قادم لان ما يقوم به يصل بكل قوة للقيادات وان النزول للشارع ما هو إلا شو “مجرد لقطة” ولن يراجعه احد فيما قام به من إظهار انه طاف ٤ مراكز في يوم واحد لمتابعة امر ما هو شئ رائع ولكنه يبدو غير منطقي هل المرور بعدة مدن ومراكز في يوم واحد وأثناء الدوام في ما لا يزيد عن ساعتين والفرق بين المدينة والاخري اكثر من ٢٥ كليو متر مناسبًا وكافيًا لإعتبار هذة جولة وهل رفض سماع اي مواطن او حتي مسؤول خلال هذة الجولات امر طبيعي.
يا محافظ الغربية جميع اهالي المحافظة استبشروا بك خيرًا وتوسموا فيك صلاح المحافظة وأملهم في الله فيك كبير ان تعيد التفكير في طريقة العمل وتُبعد نفسك عن هذا الشو الإعلامي المزعوم وتبقي علي نفسك مهتمًا بالعمل قبل إبرازه فلا مانع ابدًا من إظهار عملك ولكن اعمل فالبداية ثم أظهره كما تشاء، واسمح لي ان اهمس في أذنك كفاية مصاريف علي مكتبك وعلي الاعلام فالمسؤولين قدوة وانت مسؤول رفيع.
وللحديث بقية…

عن حسام فوزي جبر