بقلم/عادل خليف
إن أكثر ما يؤثر فى الإنسان ويحركه هى ثقافته تلك الثقافة التى تشكل فكره ووجدانه بل ويبنى عليها معتقداته وأفعاله
هذا ومن المؤكد أن لكل ثقافة منابع ينهل منها المتلقى لتكون دافعه للحركة فى حياته بل لتكون الدافع الأساس لكل أفعاله وتصرفاته وعلى امتداد الزمان وتطور الإنسان وتطويره للتكنولوجيا تعددت منابع الثقافة التى لا تجد رادع أو مانع أو حتى مفسر لها ذلك أنها افتقدت أهم عوامل اكتساب الثقافة وهو عامل الموجه ذلك الذى مثله لفترات طويلة رب الأسرة سواء كان الأب أو الأخ أو حتى الأم كما مثله أيضا الشيخ فى الكتاب والواعظ فى الكنيسة أو أيا ما كان يسمى ثم انتقل الأمر إلى المدرس فى المدرسة ليكون الموجه الأكثر تأثيرا فى تلاميذه
ولكن مع تطور التكنولوجيا .. تلك التى أخذت تأكل فى جسد كل هؤلاء لتأكل دورهم حتى اختفى وبقيت هى العامل الوحيد المكون لثقافة أجيال فقدت دولهم ومن يقومون عليها السيطرة على احتوائهم بسبب تناقص عوامل الجذب التى كان من المفترض أن يمتلكوها لتصبح عوامل طرد ليتمكن من خلالها أصحاب الأغراض من التسلل إلى هؤلاء وتغيير أفكارهم واستغلال طاقاتهم المكبوتة وقدراتهم المهولة والتى عجزت دولهم على استثمارها وذلك من أجل تحقيق مكاسب غفل عنها كثيرون وهو “أن يضربك عدوك من الداخل دون أن يكون له يد أو حتى دون أن يخسر لانتفاء عنصر المواجهة” هذا ولا زالت وسائلنا كما هى وهى محاربة الإرهاب فأصبح قليلا من يعى مصطلح تجفيف منابع الإرهاب والذى كما أتصوره يأتى من خلال أجهزة تعمل على تشكيل وعى وفكر الشباب من خلال تكوين ثقافة نافعة بعناصر جاذبة تسد الطريق على كل من تسول له نفسه استغلالهم فأصبحنا نرى كمشهد اعتيادى شباب يفجرون أنفسهم لقتل غيرهم وتلك أعنف المعتقدات الدخيلة علينا بالمقارنة بما كنا نعيشه فى السابق كأفراد أسرة واحدة فى مجتمع واحد إلا أن الأسرة الآمنة أصبحت تخشى على نفسها من نفسها وتخشى من عدو يضربها بها
فيا حكام أمتنا لست أخاطب صفة أو شخصا بذاته وإنما أخاطب الجميع بما يمتلكونه من جيش جرار من الشباب المفعم بالحيوية والطاقة …احتوى هؤلاء… انثر فيهم بذرة الخير التى تمتلكها بالبناء والتعمير باستغلال طاقاتهم وحسن توجيه أفكارهم بأسلوب يتناسب وعصرهم راقب ثقافة دخيلة قد تكون وفى الغالب تكون ثقافة عدو يريد أن يقضى عليك بسهولة ويسر فانتبه