بقلم : مايسة فتحى عبد المجيد
أيها البحر !!!
اليوم جئت أشكى لك حال الربيع!
كأنه تلاشى بين فصول السنوات الكئيبة
احتدمت نسماته ونبتت وروده سوداء
أيها البحر أسألك !!!
ما بال الشجر العارِ دون أوراق؟؟
أين طيوره المغردة وفراشه الزاه؟؟
وأين جنته التي يتنزل بها على كدح القلوب؟؟
نوارس بيضاء هاجرت ضفاف البحيرات !!
وبقيت بلابل تنوح في الهواء
على أغصان النخل الصريع !!
أُتٌرى قد شاخ الربيع بغتة أم مات حسرة ؟؟
أجبني أيها البحر !!!
ما حال تلك الأوراق الصفراء العائمة على مياهك الأجاج ؟؟
أهي وصايا الربيع للطبيعة قبل أن يدفن في غياهب الزمان ؟!
أم رسائل عشاق هائمة ضلت طريقها إلى بحر الحب ؟!
ما بال إيقاع أمواجك صاخب على أذاني يكاد يصيبها الصمم؟؟
بالأمس التائه في جوف الزمان ابتلعت حذائي الصغير
حينها علمت انى سندريلا وانت أميري .. أمير الموت!!
أتتذكر كانت عقارب الساعة تجتمع مساءا عند الرأس
كما استدرجها القدر الى حفلة سهر على ضي هذا القمر
سحرتني عجوز الحب وألبستني ثوب عروس البحر
لتنجو أنت من حكم الطبيعة القاسي على حبك لي
أما انا فأحببت الطبيعة هي وهي من أحببتني بك !!
منذ كنت صغيرة وانا أبنى أحلاما رملية وأتوجها على شاطئك
أهلل وأصفق فرحة حتى يأتيني منك جزر يقصف سعادتي
يبتلع آمالي المترامية على رمالك الصفراء
وعندما نما عقلي أيقنت أنك كنت تعلمني
ألا أصنع الهشيم في اللاوجود ..
حتى لا تقتلعه رياح اللامنطق ..
لم أكن الوحيدة التي جلست على مقعد في مدرستك العائمة
أشلاء تيتانك في باطنك تعتصر الألم في باطن الأحياء
وتلك دميه تبكي في عتمة ليلك على أمها في جوف الأسماك
أتتذكر الفرح الغامر في قلوبهم وهم يطفون على قلبك المضطرب
لم تتحمل بذاخة طمعهم الفاحش على عظمتك الحنون
لقنت البشرية درسا عظيما وجعلت أشلائها عبرة للأفئدة
“ان المال لا يجلب الكمال”..
و “السعادة ليست مقصورة على الأغنياء “
فقط خلدت ذكرى جاك في حياة روز ..
بل في كل القلوب
ألفت الحب بين قلبيهما على ظهرك المتأرجح
وعندما أزفت الآزفة واضطربت أمواجك
علمتهم معنى التضحية وأنقذت الحب ..
على ضفاف محيطك الواسع ..
فهلا تجيبني ؟.. قد رغبت الصمت !!