زين خليفه يكتب جيشنا يد تبني ويد تحمي

Loading

بقلم

زين العابدين خليفة

يتامى البنا ومراكيبهم أرامل مجيدة بعد ما فاقوا من لطمة افتتاح مشروع بركة غليون ، ابتدوا يجمعوا نفسهم ويحاولوا يشوفوا أي حاجة يهروا فيها بحيث انهم يقللوا من حجم الانجاز وفي نفس الوقت يسخروا من الريس والمؤسسة العسكرية كعادتهم .. وطبعا اشتغلوا على جزئية جات في فيديو افتتاح المشروع لما كان ضباط المشروع كل واحد منهم بيعرف نفسه بالطريقة العسكرية الميري .. مقدم مقاتل فلان الفلاني قائد خط الثلج … رائد مقاتل فلان الفلاني قائد خط الجمبري .. وهاتك بقا يا ألش وسف على القوات المسلحة .. وانزل يا بني بطاجن جيش الكفتة وجيش المكرونة ، وجيش الصيادية .. والحبشتكانات الحلوة دي اللي ببتلم لايكات وشيرز بالهبل وبتعمل أورجازم كولة مخلوطة بشرابات معفنة
.
واحنا اتكلمنا هنا كتير قبل كده عن موضوع اقتصاديات الجيوش و ضربنا أمثلة من دول متعددة جيوشها بتدخل في أنواع متعددة من الأنشطة الاقتصادية ، بداية من الجيش الأمريكي اللي بيمتلك مصانع المحركات والشركات المتخصصة في الأمن والزراعة والطاقة والكمبيوتر وتنقيب البترول والخدمات البترولية ، بل وحتى مصانع انتاج الحلويات والشيكولاته والبيتزا … مرورا بالجيش البريطاني اللي دخل فى موجة الخصخصة أيام مارجريت تاتشر مش عشان يبيع مصانع .. لأ .. عشان يشترى مصانع كانت بتتباع ، والنهاردة الجيش البريطانى من أكبر 10 مستثمرين فى بريطانيا … بل إن الجيش الإيطالي مثلا بيزرع الحشيش وأنواع اخرى من المخدرات لاستخدامها بشكل مقنن في الأغراض العلمية والطبية .. يعني مبدأ العذر بالجهل هنا ما بقاش ينفع ( اللينكات أسفل البوست)
.
وقلنا قبل كده كتير انه مقبول انه يبقى لك موقف من #النظام.. ربما يكون بدافع اختلاف سياسات ورؤى من منطلق أيديولوجية معينة أو أفكار معينة .. ومقبول انه يبقى لك موقف من #الحكومة، ربما بل كثيرًا أيضًا بدافع اختلاف سياسات ورؤى من منطلق الوطنية ، لكن من غير المقبول أبدا انك يبقى لك موقف ضد جيش بلدك، لأن مالوش أى تفسير غير وصفك بالجهل أو الخيانة ، والصفتين بيؤدوا للتطرف.
.
وقلنا أيضا إن الجيش – أي جيش – يجب أن يكون لديه اكتفاء ذاتى من جميع الاحتياجات ، وإلا تحول إلى عبء ضخم على موزانة الدولة .. لأنهم مستهلكين مش منتجين.. لازم القوات دي تأكل نفسها وتلبّس نفسها ، وتوفر بنفسها لنفسها كل المفردات احياتية واللوجيستية من مأكل وملبس وعلاج ووو .. وده أسلوب بتعمله كل الجيوش المحترمة في العالم ، من أول الصين الشيوعية اللي الجيش بتاعها بيعمل و ينتج كل اللحوم و الألبان و الأجبان حتى الخمور للقوات بتاعته ، ومش بياخد من الدولة غير الأرز.. لأن زراعته لها طريقة معينة و تربة معينة ، لليابان الرأسمالية اللي الجيش بتاعها بيعمل وينتج كل حاجة حتى زراعة الأرز عشان يأكل نفسه ويصرف على نفسه.. ومعروف لدى أي طفل صغير إن الجندي المقاتل لازم له كتيبة خلفه من غير المقاتلين يمدوه بالطعام والدواء والوقود وخلافه
.
وشرحنا أيضا الفرق بين كلمة المؤسسة العسكرية وبين كلمة الجيش، ووضحنا إن المؤسسة العسكرية تعبير أشمل من الجيش، لأن الجيش هو الوحدات القتالية فقط ..بينما المؤسسة العسكرية هي صرح عملاق وكيان ضخم بيشمل عدة وحدات ، أهمها طبعا والظاهر منها هو الجزء القتالي أو الجيش ، لكن المؤسسة فيها حاجات تانية كتير زي القطاع الطبي ( مستشفيات – مخازن ومصانع أدوية وأمصال ولقاحات..إلخ ) ، وقطاع الأمن الغذائي (مزارع – مصانع منتجات ألبان …إلخ ) وقطاع الإمداد والتموين ( طعام ..دواء ..ملابس ..إلخ) ، وقطاع النقل والوقود ، وورش صيانة المعدات العسكرية والسيارات بمختلف أنواعها ، وورش صيانة الأسلحة من أول البندقية لحد الدبابة والصاروخ …. ودول بيطلق عليهم إجمالا قطاع اللوجستيات .. وهي بصفة عامة القطاعات أو الإدارات اللي بتكون وظيفتها جعل المقاتل متفرغ لأداء تدريباته ومهامته القتالية ، لأنه مينفعش مثلا الجندي يكون بيحارب وقاعد يفكر هياكل إيه و يشرب إيه النهاردة .. أو بيحارب ولما سيارته/ دبابته تتعطل يقعد يصلحها بنفسه أو يدور على ميكانيكي في الحرفيين يصلحهاله .. أو لما يتصاب يروح بتعالج في مستوصف في الطالبية .. أو لما الأفرول بتاعه يتقطع يروح يدور على ترزي في العتبة عشان يصلحهوله أو يعمل له واحد جديد . ، واللي دخل جيش فينا فاكر كويس يوم ما استلم المخلة بتاعته اللي بيكون فيها كل حاجة من الأفرول للبيادة لشبشب الحمام ، وكل ده معمول في مصانع ملابس الجيش … دي بديهيات أي مؤسسة عسكرية في العالم واللي لخصها نابليون بونابرت ؛ أعظم جنرال في التاريخ الحديث في مقولته الشهيرة “الجيوش تزحف على بطونها ” من أكتر من 200 سنة مضت .
يعني قبل ما تفكر تحارب بجيشك ، لازم تكون موفرله المؤنة والعتاد اللازم للحرب دي

فلو عسكري قضى فترة خدمته في ورشة سمكرة أو ميكانيكا تابعة للقوات المسلحة ، ما ينفعش هنا تيجي تقوللي ، وهو كده بيخدم وطنه بإيه ؟؟ مش المفروض يروح يمسك سلاح ويقاتل الأعداء ..؟ اللي يقول كده يبقى شخص جاااااهل ومش فاهم أبسط مبادئ القتال الحديث ، .. فالعسكري الميكانيكي مثلا دوره مهم في الحرب وممكن غيابه أو عدم تدريبه على أصول الميكانيكا يتسبب في وفاة عشرات الجنود اتعطلت بيهم سيارة نقل مثلا بالقرب من خطوط العدو .

نفس الكلام يتقال على الطبيب المجند ، اللي ممكن يقضي خدمته كلها من غير ما يضرب طلقة واحدة من طبنجة .. ما ينفعش هنا تقوللي دا إهدار لطاقته ، .لأن انا مش عايزه مقاتل .. انا عايزه عشان يعالج الجندي المقاتل … ونفس الكلام برضه يتقال على الجندي الفلاح اللي بيقضي خدمته يفلح الأرض في مزرعة تابعة للجيش أو يعلف مواشي أو اللي في مصنع مكرونة وصلصة عشان يوفر الطعام و اللحوم لزملاءه المقاتلين .. ماتقوليش إن الجنرالات بيشغلوا العسكري ده عندهم وبيذلوه بدل ما يخدم وطنه..لأنه كده بالفعل بيخدم وطنه وجيشه بس بطريقة غير مباشرة
.

عن bahirim

شاهد أيضاً

حسام فوزي جبر يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد أصحاب ولا أعز

تقدم الكاتب الصحفي والإعلامي حسام فوزي جبر، ببلاغًا للنائب العام المستشار حمادة الصاوى، وذلك عبر …